أيام وتنتهى مدة سجن صديقنا الكاتب الكبير مجدى أحمد حسين حسب لوائح السجون المعمول بها مع عتاة المجرمين، حيث تحتسب لهم مدة العقوبة بثلاثة أرباع المدة المحكوم عليهم بها، هذا إذا حصلوا على شهادة حسن سير وسلوك من مصلحة السجون، وغالباً ما يحصلون عليها، ويفرج عنهم إذا أمضوا ثلاثة أرباع المدة، وكل ما نطالب به الذين سجنوا زميلنا الصحفى الكبير رئيس تحرير جريدة الشعب المغدورة أن يعاملوه بالمثل، تماما كما يفعلون مع عتاة المجرمين وكبار ناهبى أموال الشعب، وكل أملنا أن نراه بعد أيام وقد عادت إليه حريته التى فقدها كثيراً من أجل هذا الوطن.
سجن مجدى أحمد حسين أكثر من مرة، ودفع من عمره سنوات خلف القضبان فى قضايا كان يجب أن يكرم من أجلها لا أن يحبس عقوبة على فعلها، فقد قاد مع جريدته أكبر وأوسع وأهم حملة صحفية موثقة ضد وزير الزراعة الأسبق الوزير يوسف والى، كشفت عن الكثير من الأخطار التى حلمتها سياسته إلى أرض وزراعة مصر، تلك السياسة التى حولت الأرض والزراعة إلى أسلحة دمار شامل أصابت ملايين المصريين فى مقتل، وانتشر من جرائها وزادت معدلات الإصابة بالسرطان والأمراض الوبائية.
صحيفة سوابق مجدى أحمد حسين تشرفه، فما قام به لم يضف إلى صحيفة سوابقه إلا نوط شرف جديد يزين به صدره المرصع بالكثير من هذه النياشين، فقد كانت التهمة مضحكة، ومؤلمة فى الوقت نفسه، وهى تهمة عبور الحدود المصرية إلى غزة أواخر يناير 2009 بدون تأشيرة للتضامن مع أهلها المحاصرين والمذبوحين بعد العدوان الإسرائيلى الدامى عليهم طوال 22 يوماً.
اختلف مع مجدى أحمد حسين أو اتفق معه، ولكنك لن تملك إزاءه إلا احترامه واحترام إصراره وثباته على مواقفه واستعداده أن يدفع ثمن هذا الإصرار وذلك الثبات، وهو ثمن باهظ لو تعملون.
حتى لو أكمل مجدى مدته كاملة فسيبقى شامخا فى سجنه وسوف يحكم له التاريخ الذى سيحكم على طارده من هذا النظام ، سيحكم له التاريخ حين سجن وقيدت حريته لأنه دافع عن صحة الشعب المصرى التى انتهكوها بالتواطؤ مع أعداء الوطن، وسيحكم له التاريخ حين تسلل عبر الأنفاق إلى أهل غزة مخاطراً بنفسه لكى يقوى من عزيمتهم ويقف معهم وقفة عزَّ جبن كثير من العرب على أن يقفوها مع أهل غزة الأبية.
أقول إن مطالبتنا بالإفراج عن مجدى أحمد حسين هى فى الحقيقة محاولة منا أن نمحو العار الذى ركبنا جميعا فتركناه يسجن بمثل هذا الاتهامات، والسؤال موجه اليوم إلى نقابة الصحفيين التى هو عضو بها، وكان عضوا بمجالسها من قبل، أمامكم الآن فرصة لتصححوا أخطاءكم المتراكمة، ويا نقيب الصحفيين لا تطلب من أهل الحكم غير أن يعاملوا زميلك الكاتب الصحفى مجدى أحمد حسين بما يعاملون به عتاة المجرمين، وليفرجوا عنه بعد أن أتم ثلاثة أرباع المدة، فهل يرقى مجدى عندكم إلى موقع المجرمين وناهبى أموال الشعب؟ أم هم عندك أفضل وأهدى سبيلا؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة