كالمعتاد، لم تتغير الصورة الانتخابية فى مصر عما سبق، فبالرغم من سيل الوعود التى قطعها النظام أمام العالم والشعب بإجراء انتخابات نزيهة شفافة، وجدنا أن الحكومة نجحت بجدارة فى تزوير إرادة الوطن من خلال تزوير انتخابات الشورى.
لكن الحق يقال إن رجالات الحزب الوطنى هذه المرة كانوا أكثر زهدا فى الحصول على الأصوات الانتخابية، ولأٌدلل على ذلك اسمحوا لى أن أسرد شهادتى على انتخابات الثلاثاء الأسود، حيث صممت على الإدلاء بصوتى ببلدتى ببا بمحافظة بنى سويف، والتى يخوض فيها العالم الأكاديمى د. صلاح عبد المتعال أمين عام حزب العمل انتخابات الشورى ضد مرشح الوطنى، وكانت المفاجأة لى أن وصلنى اتصال مساء الاثنين من أحد الأصدقاء يؤكد فيها أن ضابط أمن الدولة بمركز ببا اجتمع بالعمد والمشايخ وطالبهم بتقفيل 40% فقط من الأصوات لصالح مرشح الوطنى، بشرط أن يكون ذلك فى التوقيت من 8 إلى 9 صباحا، مؤكدا أن اللجان لن يدخلها مندوب من الإخوان المؤيدين للدكتور صلاح.
ولا أخفيكم أنى اعتبرت أن هذه المكالمة ما هى إلا تهويل، لأن العالم كله ينتظر هذه الانتخابات للحكم على التجربة الديمقراطية التى أكد الرئيس بنفسه خلال جولاته الأوروبية الأخيرة أنها ستكون مختلفة، ولكن عندما ذهبت لتفقد بعض اللجان وجدت أن معظم المندوبين تم منعهم بالفعل وتم تقفيل معظم اللجان فى الساعة الأولى من التصويت، وصدق وعد رجل أمن الدولة فقد تم تقفيل ما بين 40% إلى 45% من الأصوات وعندما رأيت عمليات التزوير قام رجال الحزب الوطنى بمحاولة إبعادى عن اللجان بشكل "شيك" وبقوة ناعمة، مؤكدين لى أن الوضع لن يتغير، وأن تعليمات الحزب والأمن ستنفذ، وأكد لى أحد البارزين بالحزب الوطنى أن د. صلاح من الممكن أن يفوز إذا أراد الحزب الوطنى ذلك!
واكتملت المأساة عندما علمت بمنع كل مندوبى المعارضة، ووجدوا لذلك تخريجة قانونية، حيث أعطوا للمندوبين أرقام لجان، وتم تغيير الترقيم فى صبيحة الانتخابات وبالطبع أصبحت توكيلاتهم الخاصة مرفوضة قانونيا، ثم قام أشاوس الوطنى بمنع الأهالى من دخول اللجان، وانفردوا بها، مفترسين أوراق التصويت، بل ووجدنا أوراق التصويت بدأت تخرج من اللجان لتزويرها خارج اللجان وتعود مسودة للصناديق.
وبالطبع علمت كما تناقلت شاشات الفضائيات وعلم الجميع، أن حالة دائرتنا مماثلة لباقى الدوائر، بل ووصل الأمر ببلطجية الأمن لإطلاق الرصاص الحى على مناصرى الإخوان كما حدث فى البحيرة.
وأرى أن الوطنى أطلق رصاصة القتل السريع، على الحياة السياسية فى مصر، ولن ننتظر من هذا النظام الفاسد أى إصلاح وعلى القوى الوطنية الشريفة، إن أرادت أن تنقذ مصر، أن تتحد لكى نتخلص من بلطجية الحزب الوطنى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة