جاء الدور على عماد متعب ليدخل فى دوامة القضايا التى يرفعها محامو الشهرة ، فور توقيعه على عقود احترافه فى صفوف نادى ستاندر ليج البلجيكى، فوجئ متعب ببعض المحامين يرفعون قضية لإسقاط الجنسية المصرية عنه والسبب أنه وافق على الاحتراف فى نادٍ يلعب فيه اللاعب الإسرائيلى رامى جيرشون!
أصبحت سهلة ،مسألة الاغتيال المعنوى وتشوية الصورة ، أى أحد يمكنه رفع قضية ضد من لا يعجبه مطالباً بسحب الجنسية منه أو نفيه أو سجنه أو التفريق بينه وبين زوجته أو حتى إيداعه مستشفى الأمراض العقلية!
كأننا ناقصين محامى الشهرة هؤلاء الذين تجدهم فى كل قضية رأى عام، يحبون أن يظهروا أمام أى كاميرا حتى لو كانت كاميرا ديجيتال ويعشقون التدخل فى القضايا التى تمس المشاهير من الفنانين ولاعبى الكرة.. طبعاً المسألة فى النهاية نوع من الاسترزاق لكن هذه الفئة من طالبى الشهرة ومحترفى الفهلوة أصبحت تصعّب علينا الحياة تماماً مثل مشكلات الصرف الصحى وارتفاع درجات الحرارة غير المعقولة وفواتير الكهرباء المبالغ فيها وحمى الثانوية العامة!
هل كان المطلوب من عماد متعب أن يرفض عرض ستاندر لينج لمجرد أن لاعباً إسرائيلياً يلعب بنفس الفريق؟ إذا صح هذه الكلام فلنترك الأمم المتحدة لأن إسرائيل عضو بها ولننسحب من المحافل الدولية الأخرى التى تشترك فيها الدولة العبرية!
ينسى محامو الشهرة هؤلاء الذين يصعبون علينا الحياة، أن التطبيع اختيار إرادى، لا يمكن فرضه على أحد ولا يمكن منع أحد عنه لو أراد، والدليل على ذلك موقف عموم الشعب المصرى المشرف رغم مرور عقود على توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل التى مازالت تحتل أراضى عدة دول عربية، لم تنجح أى جهود فى إجبار الشعب المصرى فى عمومه على التطبيع. طبعاً هناك حالات لا تقاس إلى عموم الموقف المصرى بدءاً من بزنس رجال الأعمال الكبار وصولا إلى الهجرة اليائسة لعدد من الشباب للعمل داخل الدولة العبرية وبعضهم من أبناء شهداء أكتوبر المجيد.
أقول إن احتراف عماد متعب فى ستاندر ليج الذى يلعب له لاعب إسرائيلى ليس تطبيعاً لأن متعب لم يتعاقد للنادى البلجيكى مع اللاعب الإسرائيلى ولم يختر النادى خصيصاً ليلعب جوار هذا اللاعب حبا وهياماً فى الدولة العبرية ولاعبيها، وقد تكون موافقته نفسها ،من جهة ما ،عملاً وطنياً ضد التطبيع حتى وإن استغلته الصحافة العبرية للترويج لتطبيع متعب أو لعنصريته على السواء ، فعدم انسحاب السياسى المصرى أواللاعب المصرى أو الفنان المصرى أو الكاتب المصرى من المحافل العامة التى تشارك بها إسرائيل أو إسرائيليون هو نوع من العمل الوطنى الواجب وليس العكس.
ونسأل الله أن يرزق محامى الشهرة هؤلاء سعة فى الرزق حتى يكفوا عن الاستعراض الفارغ وإلهاب مشاعر البسطاء بكلمات كبيرة مثل التطبيع لا يعرفون أين تبدأ وأين تنتهى!