أخطر ما أسفر عنه الجدل حول امتحانات الثانوية العامة هذا العام فى مصر، هو الشعور الذى سيطر على البعض بأن سهولة وصعوبة الامتحانات قضية تخضع لعوامل سياسية، والخطورة الأكبر أن هذا الشعور يسيطر على الطلاب أنفسهم، وهو ما حمله تعليق القارئ شريف أيمن حسنى طالب الثانوية على مقالى :"سهولة الثانوية العامة".
حمل التعليق توضيحات كثيرة تستحق التأمل، لكن أتوقف عند ما ذكره تحديدا عن امتحان التفاضل للسنة الثانية، والذى قال فيه إن الامتحان كان مذبحة، وتساءل شريف:" هو كان هيخسر ايه لو جاب امتحان طبيعى زى عشرات السنين السابقة يمتحنى فى اللى أنا مذاكره من 9 شهور، ويعرف اللى ذاكر من اللى ما ذاكرش ، بس فى حالة صعوبة الامتحان المتفوق قد يشعر بالارتباك وميعرفش يحل"..
ووصل الطالب شريف فى تعليقه إلى قضيتنا الرئيسية وهى الأخطر ، حيث قال :" امتحان الجبر والفرنساوى ( أى اللغة الثانية ) سهلين لسببين لا ثالث لهما وهما ، تدخل رئيس الجمهورية ، أما السبب الثانى فيتمثل فى تهدئة الرأى العام، ثم تأتى الصعوبة فى امتحان الكيمياء".
لم يكن تفسير شريف لسهولة امتحانات الجبر واللغة الثانية تفسيرا خاصا به، وإنما سمعته من كثيرين، طلابا وأولياء أمور وحتى مدرسين فى المرحلة الثانوية، والغريب أن كل هؤلاء ذهبوا أيضا إلى أن ختام الامتحانات لن يكون مسكا بمعنى أن امتحان الكيمياء سيكون بنفس صعوبة امتحانى اللغة الانجليزية والتفاضل، وينم ذلك عن أن الثقة فى العملية التعليمية كلها أصبحت مفقودة ، فالطالب لم يعد يشعر أن المدرسة هى بيته الثانى، لأن هذا البيت لم يعد يمنحه الأمان فى نهاية العام، كما أن تفسير سهولة امتحان لم يعد خاضعا إلى أنه جاء من المنهج الدراسى وأنه جاء وفق معايير سليمة، وإنما جاء سهلا لتدخل الرئيس ولتهدئة الرأى العام، أى أنه أصبح مثل باقى القضايا الأخرى التى نعانى منها، لا يتم حلها والتصدى لها وفقا لقواعد صحيحة، وإنما وفقا لمزاج سياسى.
ولا تقف الكارثة عند التفسيرات السابقة المتداولة بقوة، وإنما تمتد إلى أن هناك رعبا يتم بثه فى نفوس الطلاب قبل دخولهم امتحان الكيمياء، وذلك بالقول إن امتحانها سيكون صعبا، والمسئولية هنا تقع على الوزير الذى تناقضت معاييره فى وضع أسئلة الامتحانات، والتى خضعت لسؤال مؤثر قاله الطالب شريف فى تعليقه :" ليه وأنا فى اللجنة محستش ان واضع الامتحان متعاطف معايا؟".
قلبى مع شريف وكل طالب مجتهد ودعواتى بألا يكون امتحان الكيمياء بمستوى امتحان اللغة الإنجليزية أو التفاضل.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة