أحمد مصطفى يحكى لكم من جنيف.. أوصيك بالدراجة.. واحترس من كلاب فتيات الليل.. ولا تنس قهوة المصريين واتعلم «الطبيخ»

الجمعة، 25 يونيو 2010 02:18 ص
أحمد مصطفى يحكى لكم من جنيف.. أوصيك بالدراجة.. واحترس من كلاب فتيات الليل..  ولا تنس قهوة المصريين واتعلم «الطبيخ» الزميل أحمد مصطفى يتجول بالدراجة
كتب - أحمد مصطفى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جنيف مدينة المال والأعمال وسياحة المؤتمرات، لن تشعر فيها بأنك غريب، فاللغة العربية ستصل إلى مسامعك دائما، فهذا سودانى شقيق يتحدث إلى زوجته فى الشارع بجوارك، وآخر تونسى يمازح صديقا له، وجزائرى يداعبك بأن منتخبهم سيفوز وسيصعد للدور الثانى، بجانب الأفارقة والآسيويين الذين يملأون العاصمة السويسرية.

جنيف تشتهر بأربع علامات مهمة: الأولى منتجات الألبان، ثم الشيكولاتة، ثم الساعات السويسرية الشهيرة، وأخيرا «المدية» السويسرية الشهيرة المعروفة فى مصر بمطواة الجيش السويسرى.

مؤخرا صارت جنيف تحيا على سياحة المؤتمرات، وخصوصا التى تنظم داخل المنظمات الدولية التابعة للامم المتحدة، المجلس الدولى لحقوق الإنسان أو منظمة العمل الدولية أو الاتحاد الدولى لكرة القدم «الفيفا».

وقفت أمام ضابط الجوازات يتفحص «جواز سفرى» بعناية ويدقق فىّ جيدا، ويسألنى: لماذا جئت إلى سويسرا؟ فأخبرته أننى جئت لحضور جلسات المجلس الدولى لحقوق الإنسان، فقال لى إنه متخوف من جواز سفرى لأنه من الموديل القديم وليس «الفرجن» الحديث، وبمجرد خروجنا إلى صالة الوصول وجدنا أفراد السفارة المصرية فى استقبالنا ومعهم أعضاء المكتب الإعلامى التابع للهيئة العامة للاستعلامات.

أول التصريحات الصحفية فى اللقاء كانت على متن الطائرة البوينج المتجهة إلى مدينة المؤتمرات جنيف، حيث تعقد بعد ساعات قليلة جلسة مصر، أدلى الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشؤون القانونية والبرلمانية، الذى احتل المقعد رقم «1» بالطائرة بتصريحات صحفية حول ترأسه وفد مصر فى استعراض واعتماد تقريرها حول وضعية حقوق الإنسان والمعروف بـ«UPR» أو آلية المراجعة الدورية التابعة للمجلس الدولى لحقوق الانسان والذى يضم فى عضويته «47» دولة، وأكد شهاب أن الآلية ليست تحقيقا أو تفتيشا على الدول التى يتم مراجعة ملفاتها بل هى آلية للتواصل والحوار بين الدول.

إذا أردت أن تأكل فى جنيف فإن الأمر سيكلفك فى حدود 50 فرنكا (الفرنك حوالى 5 جنيهات مصرية)، قابلة للزيادة أو النقصان حسب شهيتك، خصوصا أن غالبية «الفنادق» هناك تكتفى فقط بتقديم طعام الإفطار، ولذلك زودوا الغرف بمطبخ يضم بوتجازا وعددا من أدوات المطبخ، وإذا كنت لا تملك الخبرة فعليك بكتاب «أبلة نظيرة» وإذا لم تجده فعليك بارتداء ملابسك والتوجه إلى مطعم على حيدر، وهو مطعم تركى يقدم وجبة الشورما والبرغل والأرز أو الشيبسى، وهذا يكلفك 17 فرنكا. وبعد أن تفرغ من الطعام يمكنك أن تمر على قهوة الأهرام «المصريين» لتحتسى الشاى الأخضر بالنعناع وتتحدث عن أحوال مصر وجنيف مع القهوجى جمال النوبي، وهناك سيستفزك رواد المقهى لتبارزهم فى «عشرة طاولة».

بعد أن تفرغ من الشاى والطاولة إذا كنت من الفائزين وحالتك المعنوية مرتفعة، فانصحك بأن تقوم بجولة داخل محلات «لهالو» التى تقدم عددا من التخفيضات تصل إلى 50 % ثم عليك أن تعبر الشارع لتقطع «شريط الترام» وتسير لمدة 10 دقائق لتصل إلى البحيرة والمرسى وأنصحك أن تذهب إلى كشك أبيض ستجد بداخله صوماليا أسمر اسمه عبدالفتاح من مدينة مقديشيو، سيختار لك دراجة جيدة ويأخذ فى دفتره الخاص بيانات جواز سفرك ويطلب منك 20 فرنكا على سبيل الرهن، ستحصل عليها عندما تعيد الدراجة، عبدالفتاح سيبتسم إذا عرف أنك مصرى لأنه يحب الأزهر ومصر. ركبت الدراجة أنا ومحمد عبدالحافظ صديقى الصحفى بالأخبار، والذى كان سعيدا جدا ورحنا نجوب جنيف بالدراجات فكانت محطتنا الأولى عند محلات «المانور» وهى تشبه جزيرة الشيكولاتة، فقد وضع فى مدخل المحل مجسما لبقرة ضخمة تهز جسمها وتصيح كلما لمسها أحد، على بعد خطوات يقع ميدان «لاجور» وبمجرد التسكع فيه قليلا، ستجد فتيات الليل بملابسهن التى تكشف أكثر مما تخفى، من جنسيات مختلفة ما بين الشقراء والسمراء والبيضاء والصفراء، لكن الأخطر هو أنهن يصطحبن كلابا شرسة لحمايتهن من المتطفلين. وعلى الدرج القريب من الميدان الذى يوصلك إلى شارع «لوزان» تجد عددا من فقراء سويسرا يلعبون «الكوتشينة» ولعبة أخرى شبيهة بالثلاث ورقات، وقبل أن تغادر ستلفحك رائحة ملوخية خضراء لتفاجأ بمحل مكتوب عليه «مطعم الأمير» يملكه أحد المصريين وبه بداية من الفول والبصارة وصولا إلى الكباب والحمام وطواجن «المخاصى»، وقبل أن تغادره ستتلألأ أمام عينيك محلات «سووتش» للساعات السويسرية الشهيرة، لكن أسعارها ستتكفل بإبعادك عنها تماما.

أخذنا طريقنا باتجاه البحيرة لنشاهد الأوز من الحجم «العائلى» والبط الصغير الذى تكدست به البحيرة، بالإضافة إلى النافورة التى كانت آخذة فى الارتفاع بقوة للسماء تضخ مياهها فى عنفوان، وواصلنا السير لنشاهد مبانى الأمم المتحدة بعراقتها وطرازها البديع الفريد، وأمام المنظمة المختصة بالشأن البيئى صنعت يد الفنان مجسما للكرة الأرضية من مخلفات أجهزة الموبايل القديمة وزجاجات المياه البلاستيك القديمة فى مناظر جميلة، وبعد حوالى ساعة من السير سيطل عليك قصر أغنى رجل فى جنيف وهو المصرى فؤاد سعيد الحاصل على الأوسكار عام 1969، وهو الذى اخترع وحدة التصوير الخارجى وأحد رواد صناعة السينما فى العالم ويرجع له الفضل فى إنقاذ السينما الأمريكية من الانهيار.

وقبل أن تسلم دراجتك لعبدالفتاح مرة أخرى عليك أن تسير لمسافة 100 متر لتلتقى ملك الآيس كريم وهونزير البوسنى الذى ما رآنى حتى صافحنى قائلا: السلام عليكم ورحمة الله، وهو يبيع من خلال عربة صغيرة ساندوتشات وعصائر وأهم مايميزه الآيس كريم الذى يتوافد عليه العديد من الجنسيات. الجو فى جنيف استقبلنا ودرجة الحرارة تتجاوز 38 درجة لكن الأمر اختلف بعد ساعات قليلة، ففوجئنا بالأمطار تتساقط بغزارة بالإضافة إلى انخفاض فى درجات الحرارة، لكن الأمر يتطلب منك أن تحصل على «شمسية» حتى لا تفاجئك الأمطار وأنت فى الشارع كما حدث معى، لكن إذا كانت «أمك دعيالك» فسيحدث معك مثلما حدث مع صديقى أحمد غيث عندما استوقفه أحد العرب فى جنيف وألقى له بشمسية من سيارته بعد أن رحب به باللغة العربية.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة