أنهى مجلس الشورى أعماله بعد جولات صعبة، كان الحزب الوطنى يواجه منافسة شرسة من الحزب الحاكم، وتم انتخاب هيئة مكتب وهيئة مجلس وهيئة شورى أنهت المباراة بالتعادل. وحصل الوطنى على الأغلبية فى انتخابات استفتائية لا تنقصها الصراحة، وأثبت أن الديمقراطية فى مصر متعددة الأوجه والألوان والأشكال، وأن لها أجنحة، تنقلها من الشعب للشورى وبالعكس، مثلما يمكن للمخنوق أن ينتحر.
وشهدنا حركة تعيينات، تكمل الشكل الميكروقراطى، لإضافة مزيد من المصفقين، الذين تم اختيارهم بين أكثر من مزور، ومن ندرة النوادر أنه تم تعيين عضو مجلس شعب مزور، عضواً بالشورى، تأكيداً على الممارسة والعادة، وتدعيما للتجربة ذات الأجنحة، حيث طار الدكتور مصطفى بين المجلسين بتذكرة واحدة.
وأثبتت التجربة العميقة لمجلس الشورى، أن التزوير ليس هو التلاعب ولا التزييف هو التزوير، وأن الممارسة أهم من الانتخابات، بصرف النظر عن الصرف الصحى، وبناء عليه قد نجح مرشحو الحزب الوطنى بجدارة، وبلا جهد فى تجربة غير مسبوقة ولا ملحوقة. واستطاع الوطنى أن ينافس نفسه، ليس فقط لمرشحيه لكن أيضا لمرشحى المعارضة، وتم "استنجاح" عدد محدود يكفى لصناعة تجربة "شوموقراطية" يختلط فيها الحابل بالنائب، وهى تجربة تلفزيونية تصلح لأن تدخل المعارضة حديقة الحيوانات والسينما، وتتمشى على كورنيش النيل، حيث المقر الرئيسى للحزب الوطنى والمسطحات الديمقراطية.
ونجح الحزب الوطنى فى استنجاح الديمقراطية متعددة الأطراف التى تساعد فى تمرير الطرقات من الثقوب المختلفة، واكتسح انتخابات الشورى "ولا تبلش"، واستكمل التجربة بتعيين عدد من الأعضاء ذوات الأربع، ليرضى الأخوة الأقباط والأخوة الأحزاب، والأخوة المزورين، والأخوة الأعداء، فى خلطة غير مسبوقة تمثل قفزة كبرى نحو أسقف الممارسة "الشوموقراطية" باتجاه الصعود التنازلى فى التواجد الانتخابى الخالى من الكولسترول والأصوات، على اعتبار أن البقاء فى الموضوع خير من التفرج على المسلسلات بدون ملح.
وبناء على التمازج الطيفى، فقد تم ترشيح عدد من الشخصيات العامة الخاصة للتعيين فى مجلس الشورى روعى فيها أن تكون قادرة على العمل المتوازى من أجل إعادة توزيع التواجد السياسى فى التفرغ "الانهماكى" التعددى.
وتم تعيين عدد من الأخوة الأقباط التابعين للحزب الوطنى "الدجيموقراطى"، والقادرين على التصفيق للوحدة الوطنية، كما تم تعيين بعض مندوبى الأحزاب لإعادة التحام المعارضة بالحزب الحاكم فى تناغم سياسى اكتنازى قليل الدهون، وعليه ومن فوق فإن مجلس الشورى بتركيبته الجديدة يمكن أن يساعد فى شفاء القراع السياسى، وإزالة الطفيليات من المعدة، كما يساعد فى إعادة الالتصاق الحزبى، بالصمغ السياسى، فى تجربة تعددية لا تنقصها البطاقات التموينية الذكية، وبهذا تتحقق المعادلة المستحيلة، أن يلتقى مجلس الشورى، مع الأحزاب، مع الخل الوفى فى عنقاء ديمقراطية تعددية، تنتج ملحاً وماء، وماعز، حار جاف صيفاً شورى ديمقراطى شتاء، ممطر طوال العام، ومن يخرج من التصفيات النهائية يبقى يقابلنى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة