«إن جالك الطوفان حط ولادك تحت رجليك» مثل شعبى قديم أشاهده الآن فى محفل اتحاد الجبلاية، فالأزمة الأخيرة وتداعيات ملف المخالفات المالية وتحويله إلى النائب العام بمعرفة حسن صقر، رئيس المجلس القومى للرياضة.. قد كشفت وعرت الذين كانوا يدعو ولاءاتهم لرئيس اتحاد الكرة والذين كانوا يواصلون الليل والنهار تحت أقدام سمير زاهر.. وهؤلاء الذين كانوا يشفطون طول الوقت ويرضعون من لبن اتحاد الجبلاية، ولكن بمجرد ظهور الأزمة فر هؤلاء هاربين بل اختفوا فى ظروف غامضة، ونسى كل هؤلاء أنهم شركاء أساسيون فى الأزمة إذا كانت هناك أزمة حقيقية، ولكن اللافت للنظر هو بزوغ وظهور محمود طاهر، عضو مجلس الإدارة المعين، الذى رفض فكرة التوارى أو الغياب أو الابتعاد وظهر فى الصفوف الأولى يدير كل الاجتماعات لحل الأزمة أو تجهيز ردود على تلك المخالفات.. وإذا كان طاهر يشعر أن دوره أن يساند صديقه زاهر أولاً.. إلا أنه يفكر أو يحلم أو يطمح أن يحقق أمانيه المؤجلة والتى كان دومًا ينادى بها فى أروقة اتحاد الجبلاية بضرورة ووجوب هيكلة إدارية كاملة لهذا المبنى حتى يسقط خفافيش الجبلاية الذين لا تراهم بالعين المجردة ولكنهم يملكون آليات إدارة هذا المبنى الكبير بل يحصدون كل ثماره دون أن يشعر بهم أحد وأزعم أن هذا الموقف أو الورطة الكبرى التى يعيشها اتحاد الجبلاية كشفت وعرت بما لايدع مجالا للشك ولاء الخفافيش وأزعم أن محمود طاهر قد سلط الضوء عليهم جميعا وإذا كتب لهذا الاتحاد أن يستمر وأن ينجو من تلك الورطة الكبرى سيكون هناك تحول جذرى فى أدائه وربما تبدأ النهضة الإدارية الكبرى والنظام الشامل عقب أزمة تلك المخالفات وحكايات النائب العام.. وربما تكاد هذه الأزمة تسلط الأضواء على أفكار ومشروع محمود طاهر الذى ظل غائبا.. تائها. وسط أكوام الفوضى التى أحاطت بمبنى الجبلاية والأعوام السابقة.
كان الكابتن سمير زاهر ينوى ترشيح نفسه لمقعد مجلس الشعب فى دمياط، وهو اتفاق كما أكد المقربون منه أخذ به وعدا قاطعا من أحد القيادات السياسية الكبرى، ومباركة محافظ دمياط الذى يشعر زاهر معه دوما بالأمان ويبادله المحافظ نفس الشعور والمشاعر.
ولم يكن حلم كرسى مجلس الشعب فقط هو خسارة زاهر بل إن البعض ينتظر مسودة حكم المحكمة الإدارية العليا ليطيح بزاهر من كرسى الشورى فى دمياط أيضا، وذلك لأن الحكم الذى أصدره المستشار محمد الحسينى رئيس المحكمة الإدارية العليا بانتفاء صفة حسن السمعة أو حسن السير والسلوك تحرمه وتمنعه من جلوسه أيضا على كرسى مجلس الشورى أو العمل التطوعى بشكل عام، ولكن لماذا تم إقصاء سمير زاهر الآن؟ ولماذا جاء القرار الأخير للمستشار الحسينى والحكم بالإدانة فى هذا التوقيت؟
هل حقا إنه آخر قرار وحكم لسيادة المستشار وبعدها يبلغ سن المعاش فكانت فرصته الأخيرة ليقول رأيه الحقيقى.. أم أن هناك ضغوطا مورست ضده لكى ينهى مسيرة زاهر فى هذا التوقيت ليتم حرمانه من كرسى الشعب الذى كان يحلم بالعودة إليه.. البعض يحلل استبعاد زاهر بأنه لعنة هزيمتنا أمام الجزائر فى أم درمان وحرمان مصر من المشاركة فى مونديال جنوب أفريقيا، وطبقا للنظرية المصرية الفرعونية القديمة لابد من تقديم «قرابين» وذبائح للانكسار والهزيمة.. أما الفوز والانتصارات فلها فى المحروسة ألف أب وأب على رأسهم السادة السياسيون الذين لا تجدهم إلا فى مشاهدة الأفراح ويختبؤون سريعا عند الهزيمة.
عموما لسنا ضد أحكام القضاء مهما كان خط سيرها أو تحريك وتوجه بوصلتها، ولكن هناك إشارات واضحة تؤكد أن زاهر ضحية صراع بعض أجنحة الدولة، ولهذا الصراع قصص وتفاصيل كثيرة لا وقت لسردها ربما كان فيها زاهر فاعلا إيجابيا أو سلبيا.. بحسن نية أو سوء نية، ولكن هناك تفاصيل كثيرة لصراع هذه الأجنحة كان نتاجها خسارة زاهر وإلا لماذا تأخر هذا الحكم قرابة ثلاث سنوات.
تهل علينا الاستعدادات للموسم الكروى الكبير والجديد بأزمات وخناقات وخلافات تؤكد طول الوقت أننا نعيش بلا لوائح وقوانين ودساتير تحكم الوسط الكروى الرياضى.. فلا تعرف إذا كان المدعو محمد ناجى جدو مهاجم الاتحاد السكندرى ابن مين بالضبط.. هل هو الابن الشرعى والحق الأصيل للزمالك حقا أم أن أهليته وشرعيته تؤول للأهلى بعد التوقيع الأخير.. أم أنه وجوبيا يجب أن يتم إيقافه نهائيا لحين الفصل فى أزمة توقيعه للزمالك ثم الأهلى..
ورغم حالة الرغى العام نجد هناك حالة صمت مريبة وغريبة ولم يطل علينا أحد بتفسير لائحى أو قانونى لهذا «الجدو».. ولأننا نعيش زمن الفهلوة وتغيير الذمم ولىّ الحقائق واللعب باللوائح وفرد العضلات فسوف تتوه تلك القضية ويكون جدو هو نجم الجدل الكروى بين الأهلى والزمالك، وكأنها باتت عادة أصيلة مع بداية كل موسم تتولد أزمة بسبب لاعب يزيد الاحتقان بين الناديين الكبيرين ويشعل نيران التعصب ويؤكد الشعور بالظلم لفريق ضد الآخر ولذا فعندما يكون الصدام بين الجمهورين نجد الانفجار بكل ألوان وأطياف التعصب.. مهلا أيها المسؤولون فى القلعة الحمراء والبيضاء.. وراعوا ولو لمرة واحدة مشاعر الجماهير وحكموا ولو مرة واحدة ضمائركم واستبدلوا الفوضى بالنظام وحكموا اللوائح واحترموها حتى لا تبكوا قريبا بسبب انقلاب الجماهير الحمراء البيضاء وتبحثون عن أسباب التعصب.
من يتابع البرامج التحليلية والوصفية والرغى المجانى فى التليفزيون المصرى لمباريات كأس العالم يتأكد تماما أننا مازلنا نحبو.. ومازلنا هواة ولم نصل إلى درجة الاحتراف فإذا أخطأ الريموت كنترول مثلا ووجدت نفسك فى مواجهة على شاشة القناة الثالثة تصاب بالصدمة وغمامة النفس من هول ما تسمعه من أى ضيف والأنكى المذيع الذى يتكلم فى مباريات كأس العالم.. ولا أجد سببا مطلقا لتلك الهوجة التحليلية فيكفى مثلا البرنامج الذى يقدمه النجم الكبير طاهر أبوزيد وضيوفه أو بالأصح ضيفه المحلل الحقيقى خالد بيومى.. ويكفى أيضا برنامج «المونديال أخبار وأسرار» للدكتور علاء صادق. أما برامج الحشو الهلامى فلا أجد لها أى فائدة أو معنى فكلها مضيعة للوقت وإهدار للمال العام.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة