بالرغم من أن هذا الأسبوع شهد أحداثاً دامية ومجزرة إسرائيلية جديدة، وشهد أيضا جدلا كبيرا حول فتح المعابر المصرية على قطاع غزة، وبقدر ما كان أسبوعاً حزيناً على كل محب لمصر لفقدنا المبدع الراحل أسامة أنور عكاشة، إلا أن هذا الأسبوع القاسى كان به بارقة أمل أكثر من رائعة، عندما تقابل الرئيسان المصرى والجزائرى فى مدينة "نيس" الفرنسية، وكان لقاؤهما وديا وبشوشا، وجاءت صورتهما معا معبرة تماما عما يجب أن يكون بين البلدين من علاقات محبة وأخوة.
وفى رأيى أن ما حدث من مبارك وبوتفليقة درس بليغ للمزايدين من الجانبين على المزيد من التصعيد الغير مبرر والهوس الموتور الذى دمر علاقات تاريخية تضرب بجذورها بين الشعبين، وستظل حتى لو كان هناك بعض المستفيدين الذين حاولوا تدمير هذه العلاقات وإفسادها للتغطية على فشلهم الذريع أو لتحقيق مكاسب ومنافع شخصية وقتية.
أتمنى أن نبعد تماما كل من كان لهم علاقة بهذا الملف من قبل، وخصوصا مسئولى اتحاد كرة القدم لأنهم السبب الرئيسى فيما حدث، وأن نبدأ فورا فى محاولات لإصلاح الخلل، ويجب أن يعلم الجميع أن إصلاح العلاقات وإعادتها لمسارها الطبيعى لا يعد تقليلا لشأن مصر أو دورها أو كرامتها كما يتصور البعض، بل إن إعادة مصر للجزائر يحقق لنا بالأساس تفوقا اقتصاديا وتميزا فى دولة عربية شقيقة، وسيحافظ على البقية الباقية من الوجود المصرى الفعال فى العالم العربى.
أرجو أن تجد دعوتى صدى من جانب العقلاء فى هذا البلد، وألا ينجرف الجميع نحو مزيد من سكب البنزين على النار، وتدمير علاقات شعبين سيبقيان دوما محبين لبعضهما بالرغم من كل ما حدث.
*كاتب صحفى بالأهرام
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة