من أكثر التهديدات العربية "الفشنك" التى قيلت فى مواجهة إسرائيل، رداً على جريمتها البشعة ضد أسطول الحرية الذى كان متجهاً إلى غزة لكسر الحصار الإسرائيلى عليها، التهديد بسحب المبادرة العربية للسلام التى طرحها العاهل السعودى جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز، وتبنتها القمة العربية كمبادرة عربية شاملة للسلام فى المنطقة.
التهديد "المسخرة"، تتعامل به الأنظمة العربية كما لو أن هذه المبادرة المأسوف على عمرها ورقة ضغط ضد إسرائيل، وأن دول العالم مثلا تحاصرها بها لإجبارها على السلام، فى حين أن إسرائيل أعلنت منذ ولادة هذه المبادرة رفضها المطلق لها، ولم تقتصر على مجرد الرفض، بل تعاملت معها باستخفاف بالغ، والمصيبة أن الأنظمة العربية استقبلت ذلك بطريقة مهينة للكرامة العربية الضائعة أصلا فى مواجهة إسرائيل، وتمثلت الإهانة فى تصميم الأنظمة العربية على التجديد المتواصل فى طرح المبادرة، بل وصل بها الأمر إلى تشكيل لجنة لتسويقها دوليا، وكأنها سلعة تحتاج إلى حملة إعلانية، حدث كل ذلك وإسرائيل لا يعنيها الأمر فى شىء، فهى لم تبارح موقعها الرافض للمبادرة، ولم تدغدغ النداءات العربية بالتمسك بالسلام مشاعرها، حتى تقبل بمبادرة تتحدث عن تطبيع عربى شامل معها لو أعادت الأرض العربية المحتلة عام 1967.
كانت إسرائيل فى زمن غير زمننا الحالى يغريها مثل هذه المبادرات، وتكاد ترقص فرحا بها، أم الآن فلا شىء يجبرها على أن تقبل نداءات أو مبادرات تسوية، هى تبنى مواقفها على حتمية إذلال كامل للعرب، وعلى أنه لا أحد يهددها، وبالتالى فإن حديث سحب المبادرة العربية كعقاب لإسرائيل على جريمتها ضد أسطول الحرية، والتى أدت إلى استشهاد وجرح عزل من دول العالم، هو حديث ينم عن مسخرة عربية كبرى، والمفارقة أنه يأتى فى الوقت الذى أعلنت فيها تركيا أن فك الحصار على غزة هو السبيل لاعتذار عملى من إسرائيل على جريمتها.
أين نحن من الموقف التركى؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة