مدحت حسن

ماذا تبقى من حركة الضباط الأحرار؟

الخميس، 01 يوليو 2010 08:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحتفل مصر فى يوليو من كل عام بذكرى ثورة يوليو وهو الاحتفال الرسمى للدولة المصرية داخليا وخارجيا وثورة يوليو هى فى الواقع ذكرى لحركة الضباط الأحرار المباركه كما أسماها أصحابها وكما لقبتها وسائل الإعلام قبل ثمانية وخمسين عاما هذه الحركة التى قام بها مجموعة من الضباط فى الجيش بقيادة جمال عبد الناصر بنوايا طيبة فى البداية وأعلنت الحركة أن أهدافها تحقيق ست مطالب هى القضاء على الاستعمار والقضاء على الإقطاع والقضاء على سيطرة رأس المال وإقامة جيش وطنى قوى وإقامة ديموقراطية سليمة وإقامة العدالة الاجتماعية، كنا نحفظ هذه المطالب ونحن صغار فى مراحل التعليم دون أن نسأل أنفسنا هل تحققت هذه المطالب جميعها أو بعضا منها، والآن وبعد مرور كل هذه السنوات وبعد أن مرت دورة الزمن واختفاء أغلب من قاموا بهذه الحركة المباركة هل يمكننا أن نتساءل ماذا تحقق من الأهداف الستة التى طرحتها الحركة كدستور عمل وميثاق تستمد منه شرعيتها الثورية فى الشارع، وهل ما تحقق من هذه الأهداف كاف أو مبرر لما ارتكبته هذه الحركة فى حق مصر، عندما نطرح الآن بهدوء هذه المطالب الستة نجد أن ما تحقق منها لنا فى الواقع هما بندان فقط، الأول وهو الخاص بالقضاء على الاستعمار وقد نجحت الثورة فعلا فى مفاوضات الجلاء مع الاحتلال الإنجليزى واستكمال ما كان قد بدأه الزعيم مصطفى النحاس بعد إعلانه إلغاء معاهدة 1936، والبند الثانى الذى تحقق لمصر هو إقامة جيش وطنى قوى ظهرت قوته الحقيقيه بعد هزيمة يونيو 1967 وبدأ تأهيله وتدريبه كوادر لا علاقة لها بالحركة المباركة، وفيما عدا ذلك فشلت الحركه فى تحقيق أى هدف من الأهداف الأربعه الأخرى فلم تظهر أى مؤشرات للعدالة الاجتماعية وزادت سيطرة رأس المال واستمر الإقطاع بصورة أفظع مما كان وبالتأكيد لا توجد أى ديمقراطية حقيقية بل هناك رده واضحة على أى خطوات إصلاحية، فى رأيى أن الثورة انتهت شرعيتها الحقيقية فى مارس 1954 بعد عامين فقط من قيامها بعد إلغاء فكرة الديمقراطية وقرار ضباط الحركة الاستمرار فى الحكم والخلط بين السياسة والعسكرية وهو ما أدى فى النهاية إلى ما وصلنا إليه الآن، لماذا لا نبحث عن هوية جديدة ولا نكتفى بالتمسح بذكرى حركه قامت منذ سنوات طويلة لم تحقق لنا ما نستحقه فهل نمتلك الجرأه ونبدأ فى البحث عن شرعية جديدة للحياة.
* كاتب صحفى بالأهرام









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة