جمال نصار

علماء الأمة والدور المطلوب

السبت، 10 يوليو 2010 07:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان لى شرف المشاركة فى الجمعية العمومية للاتحاد العالمى لعلماء المسلمين فى اسطنبول فى الفترة من 29/6 – 1/7/2010، وسعدت سعادة بالغة بهذا الجمع المتميز من أنحاء العالم من العلماء الأفذاذ الأطهار الذين يحملون فى قلوبهم وعقولهم رسالة ربهم، وبصرف النظر عن بعض الهنّات الإدارية فى التنظيم، إلا أن هيبة العلماء كانت تجبر كل كسر وتنسى كل خلل، وكان لفضيلة العلامة الأستاذ الدكتور يوسف القرضاوى أكبر الأثر فى هذا الاجتماع بكلماته المؤثرة وتوجيهاته الناصعة وعباراته القوية الجامعة ورؤيته الثاقبة فى تحليل واقع الأمة ولمّ شملها فى مواجهة التحديات التى تترأ عليها من كل جانب، ولذلك كان عنوان المؤتمر "الأمة الإسلامية فى مواجهة التحديات".

وأشار فضيلة الدكتور القرضاوى فى كلمته الافتتاحية إلى المبادئ التى يدعو إليها الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين منها: إن هذا الاتحاد للأمة كلها لتوحيد كلمتها وتحقيق أهدافها، وأنه قوى برسالته والحق الذى يدعو إليه، وأنه لا يصلح هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، وأن منهج الإسلام فى الإصلاح تغيير ما بالأنفس الذى يتسم بالوسطية المتوازنة والانفتاح على الآخر والتحاور مع المخالف، وهذه القوة لا يستطيع العلماء إثبات وجودهم وتحقيق أهدافهم إلا بعدة أمور منها:
1. أداء واجبهم علمًا وعملاً وتعليمًا، بحيث يكونوا أسوة للناس.
2. أن يقولوا الحق ولا يخافون فى الله لومة لائم.
3. أن يجعلوا دينهم فوق دنياهم، وأمتهم فوق حكامهم، وألا يبالوا بما أصابهم فى سبيل الله.
4. أن يعتصموا بحبل الله جميعا ولا يتفرقوا، وألا يكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات.
5. ألا تختلف قلوبهم، وإن اختلفت آراؤهم.

وكما قال الشاعر:
يا معشر العلماء يا ملح البلد من يصلح الملح إذا الملح فسد

هذا هو الأمل المنشود فى علماء الأمة أن يقوموا بدورهم تجاه دينهم وأمتهم، ولعل الأهداف الإستراتيجية التى قدمها الأستاذ الدكتور على القرة داغى، الأمين العام للاتحاد، فى المؤتمر تكون دافعًا لهذا الدور وهى:

1. المساهمة الريادية فى حل مشاكل الأمة، والقيام بإعداد مشروع الأمة وجمعها على مصالحها العامة، وإجهاض المشاريع المعادية للوصول إلى الأمة الوسط، وخير الأمة رحمة، وصلاحًا وإصلاحًا، وعدلا.
2. العمل على أن يتحول الاتحاد إلى مرجعية شعبية حقيقية لجماهير الأمة فى مختلف القضايا، وذلك بتكوين لجان للحكماء، والتى من خلالها يتم معالجة القضايا والأزمات التى تعيشها بعض المجتمعات المسلمة ( قضية فلسطين – باكستان – أفغانستان – الصومال).
3. توعية وتفقيه الأمة من خلال تكوين مجالس لكبار علماء الاتحاد ومكتب للفتوى والاستفادة من الكوادر الشبابية الموهوبة لتوطين علماء المستقبل.
4. الاهتمام بالبحث العلمى والدراسات الإسلامية والندوات والمؤتمرات وإنشاء مراكز علمية أكاديمية وتكوين كوادر من النخب الإسلامية ذات ثقافة متميزة ووعى متميز.
5. العمل على أن يصبح الاتحاد مرجعية أساسية للحوار مع جميع الأطراف الدولية الرسمية والشعبية والديانات المختلفة بما فيها الديانات الشرقية.
6. تطوير الاتحاد إداريًا وفنيًا بحيث يتحول جميع أعماله إلى المؤسسية، بما فيها الرئاسة والأمانة العامة وجميع المكاتب التى يعمل من خلالها الاتحاد.
7. تدعيم صورة الاتحاد فى المؤسسات العربية والإسلامية والدولية.
8. العمل على إعداد خبراء وقيادات واعية من العلماء قادرة على القيادة والريادة للأمة الإسلامية.
9. العمل على الارتقاء بالأقليات الإسلامية، والدفاع عن حقوقهم بالحكمة.
10. العمل على تحقيق إستراتيجية إعلامية شاملة لزيادة الحضور الإعلامى للاتحاد على مستوى العالم.
11. العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتى ماليًا.


هذا هو الدور المطلوب من الاتحاد بكل مؤسساته، وبطبيعة الحال، نرجو أن تؤتى هذه الأهداف ثمارها من خلال العمل المؤسسى المشترك بين جميع العلماء فى أنحاء العالم، والعاملين فى مجال الدعوة إلى الله بكل طوائفهم وأشكالهم.

وكما قال الشاعر:
ما الفضل إلاَّ لأهل العلم إنهم على الهدى لمن استهدى أدلاءُ





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة