بعد انتهاء الشوط الثانى الإضافى من نهائى مونديال جنوب إفريقيا، خرج المصريون بسياراتهم يجوبون الشوارع فرحاً بهدف الفوز الإسبانى الذى سجله اللورد أنيستا فى مرمى هولندا الخصم العنيد للماتادور، الأمر كان أشبه باللحظات التى تلت نهائى كأس أمم إفريقيا خلال السنوات الست الماضية، والتى شهدت تكرار النصر المصرى وانتزاع الكأس الإفريقية التى أصبحت بحكم العادة فرعونية ملكية ولا يمكن تصورها غير ذلك.
لماذا خرج المصريون يحتفلون بفوز إسبانيا فى نهائى مونديال الدموع الإفريقى الذى لم يستطع الفراعنة اللحاق بقطاره؟ البعض أجاب بأن العرق العربى فى شبه الجزيرة الأيبيرية "إسبانيا والبرتغال" دساس، والدم ينادى بعضه وما بين قصر الحمراء فى غرناطة وبين قصر الغورى فى القاهرة الفاطمية أكبر بكثير من المسافة بين مدريد والقاهرة.
ورأى آخرون أن إسبانيا ذات الدم الهجين، (عرب وغجر وأوربيون وأفارقة) كانت تلاعب عرقاً أوربياً غالباً لاشوائب فيه إلا القليل من زنوجه الأفارقة، ومن ثم كان تعاطف المصريين تلقائياً مع من يشبههم.
رأى ثالث رأى فيما تقدم الكرة الإسبانية، من جمال ولمسات ساحرة انتصاراً للمتعة والفن، فى مواجهة القوة وخطط الشطرنج التى تفوز بهما هولندا ذات العقلية الأوروبية المنظمة
المؤكد أن الآراء السابقة على جانب من الصواب، لكنها ليست أسباباً كافية، لأن يخرج المصريون بكثافة مطلقين كلاكسات سياراتهم تعبيراً عن فرحتهم بكأس لن تستقر فى القاهرة..
المصريون بحاجة إلى الفرح وإلى التعبير الصارخ عن هذا الفرح الذى يأتى بديلاً عن الانفجار أو العنف فى المنزل والشارع والمدرسة، ومن هنا أعتقد أن تشجيع المصريين للإسبان وخروجهم للاحتفال بعد فوز الماتادور بكأس المونديال تم بقرار جماهيرى. لابد أن نفرح وإذا كان ضرورياً إعلان أسباب الفرح فلنقنع أنفسنا بمسألة العرق العربى لأبناء دل بوسكى ولمستهم الغجرية التى تتماشى مع روحنا الشعبية، وتركيبتنا التى هضمت واستوعبت عديداً من الأعراق والأجناس.
هذا هو السر إذن الذى حفظ للمصريين روحهم على مدار تاريخ هو محطات من المحن والمعاناة .. إذن ليفرح الفراعنة.. يحيا المصريون.!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة