مدحت قلادة

علم مصر وفقدان الانتماء

الخميس، 15 يوليو 2010 06:48 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتهت مباريات كأس العالم بجنوب أفريقيا، تأملت يوم الافتتاح وأسماء وأعلام الدول المشاركة فشاهدت كيف تلألأت أعلامها فى سماء جنوب أفريقيا ليراها العالم أجمع، وكم تمنيت أن يكون العلم المصرى مرفوعا بين رايات الأمم، وسرحت فى ألوان أعلام الدول المشاركة "بفتح العين وليس بكسرها" وتأملت علم مصر بعدد ألوانه الثلاثة، وأجهدت نفسى بالبحث فى الشبكة الإلكترونية وقرأت أن اللون الأحمر لون الدم، ويرمز للجهاد فى حياة المصريين والأسود هو الاحتلال والظلم والطغيان الذى تعرضت له مصر، أما الأبيض فهو حاضرنا.. الذى نطوره فى كل المجالات أما الصقر أو النسر فهو رمز القوة والبسالة التى يتصف بها المصرى منذ أقدم العصور.

وقرأت أننا أقدم أمة فى التاريخ البشرى استخدمت الرايات والأعلام كرمز وطنى لها، حيث توجد فى المعابد المصرية نقوش تبين استخدامهم لرايات وأعلام مصرية فى الاحتفالات والحروب. انتابتنى حالة من الدهشة لعدة أسباب، اللون الأبيض يرمز لحاضرنا وكأننا نعيش حاضرا مجيدا سعيدا، والأسود عصر الاستعمار ونحن على أعتاب ذكرى انقلاب العسكر الذى أقل ما يوصف أنه غزو داخلى لمصر حطم مصر دولة المؤسسات لتعيش مصر حقبة عسكرية وقوانين طوارئ.. ووجدت نفسى الأمارة بالسوء تقارن بين العهد الأسود والعهد الأبيض عهد الاستعمار وعهد ارفع رأسك يا أخى انتهى عهد الاستعمار.. متذكرا أن عهد الاستعمار كان فيه حادثة دنشواى التى هزت العرش الإنجليزى وأزاحت المندوب عن حكم مصر.

أما الآن تتكرر الحوادث ولم يزح النظام واستخدم أسلوب فرق تسد مرات عديدة ليفرق بين النسيج الواحد، وضاعت العدالة وهدرت الدماء وحرقت البيوت والكنائس.. بمباركة من جهاز اخطبوطى سرطانى فى مناحى المحروسة له قدرة على اعتقال وتعذيب والتنكيل بآدمية البشر لينال اعترافا أو لإلصاق تهم.. جهاز له سلطة على الكل "سلطة بلا رقابة" ويستطيع أن يحول المجنى عليهم لجناة..

علم مصر مر بست مراحل مختلفة إلى أن وصل للوضع الأخير، ولكن من الغريب أن المصريين أصيبوا بحالة مستعصية من الشيزفرانية، فالجميع يتحدث عن مصر وأمجاد أجدادنا الفراعنة ومن الصعب أن تذكر اسم مصر مع أى شخص أجنبى إلا ويؤكد له على جمال الأهرامات وخلود النيل وروائع توت عنخ آمون وقوة وصمود أبو الهول ولا يوضع على علم مصر أى منهما لا النيل الذى قيل عنه إن مصر هبة النيل أو أى شىء من تاريخها المجيد، وكأن النسر أفضل من حضارة 7 آلاف عام أفضل من كنوز توت عنخ آمون وأفضل من صمود أبو الهول وشموخ الأهرامات..

والأدهى أن اسم مصر الخالد المذكور فى كتابنا المقدس "مبارك شعبى مصر" ومذكور فى القرآن أيضا محيى فترة من الزمن لحب الزعامة والهوس النرجسية الشخصية لزعامة زائفة.

هل من المنطق أن علم مصر لا يعكس تاريخ مصر المجيد؟ّ!
هل من المنطقى أن نستورد ثقافة أهل الصحارى ونترك ثروات تاريخنا؟!
هل من المنطقى أن يخلو علم مصر من علامات تاريخية تثبت ريادة أجدادنا للعالم؟!
متى نثبت أننا أبناء شرعيين نفتخر بتراث أجدانا ونعمل على الحفاظ عليه وصيانته؟
متى نثبت أننا أبناء شرعيين لأجداد عظماء فى الحب والتسامح والصدق والعمل الجاد؟
متى يعبر علم مصر بصدق وموضوعية عن تاريخ مصر السابق والحالى؟!
متى نثبت أننا أبناء أمناء لأجداد عظماء؟!

أخيرا، من العجيب والغريب فى آن واحد أنه بينما أهل الثقافة الصحراوية يحاولون التنصل من تلك الثقافة المتخلفة نتمسك نحن بها ونترك علامات مضيئة فى تاريخ البشرية لنهتم بقشور ونترك تراثنا العظيم.
When liberty is taken away by force it can be resorted by force. When it is relinquished voluntarily by default it can be never recovered.
عندما تسلب حريتك بالقوة تستطيع أن تسترجعها بالقوة، ولكن عندما تتخلى عنها تلقائيا وترضى يصبح من المستحيل أن تستعيدها!









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة