ننام دائما فى حضن فضائحنا، ونغطيها على حساب المستقبل الذى تظهر ملامحه فى الأفق وهو عريان ومفضوح فضيحة بجلاجل، نعيش أزمة فى التربية وأزمة فى الحفاظ على كرامتنا ولا نعترف بذلك ونرفع شعار المجتمع الطاهر الشريف العفيف الذى لا يخطئ أبدا، حتى تأتى صدفة وينكشف المستور وتظهر الحقائق عارية فنصاب برعشة وكأن ثعبانا غريبا قرصنا، مع أننا ودون أن ندرى فضحنا أنفسنا حينما صمتنا وكذبنا عليها من الأول خالص، حينما كان العيب مجرد كذبة بيضاء أو خطأ غير مقصود، ونقف الآن لنلطم بعد أن أصبحت العيوب الصغيرة وحوش كبيرة وفضائح لا تكفى ملابسنا القديمة لتغطيتها.
أعرف أن هذا ليس وقته، وأعلم تماما أنك تلعن آخر اسم فى أسلافى الآن، وربما يتطور الأمر وتتهمنى بالفوقية والخيانة وكره مصر وربما راودتك أفكارك عن أننى لم أشرب من ماء النيل أصلا، ولكن ما ذنبى أنا، أنا لا أفتكس روايات ولا أجيد ضرب أفلام الفيديو، دعك منى فأنا امرأة مشروخة ربما لا تجيد فى أن تعكس واقع مجتمعها.. انظر أنت إلى موقع "يوتيوب" لتشاهد كم الفضائح المصرية.. شذوذ بناتى وليس نسائى على الطريق الصحراوى، عرايا بمعنى الكلمة يرقصن على أغانى سعد الصغير والكاميرا حولهن تلف وتدور والنهاية عرض حصرى على "اليوتيوب" تحت عنوان عاهرات مصر.. هل أصبحنا أضعف من أن نربى أبناءنا؟ نقول فى جلساتنا إننا نجعلهم يمشون على العجين ميلخبطهوش ونفتخر بأننا نكسر للبنت التى تفتح شباكها نصف فتحة 24 ضلعا، هذا ما نقوله بينما الواقع يتكلم بلغة لا نفهمها.
هل تريد المزيد، إليك ماتبقى وكله بالصوت والصورة، مواطن يدفع رشوة وآخر يأكل من الزبالة، عملية تعذيب متقدمة داخل قسم شرطة وأخرى علنا وفى الشارع، مقاطع جديدة تؤكد بوضوح تطور عملية غش وتزوير الانتخابات.. ما رأيك أن نعود للبنات مرة أخرى؟ هل تريد هذه البنت التى جلست أمام كاميرا "الماسينجر" لتمارس دور فتيات التعرى، أم الأخرى التى تفخر بحجم صدرها داخل أحد الفصول المدرسية؟ أقولك.. تعالى ندور فى فلك الكيف.. الكيف والبنات.. هل بنات مصر مجانين بالقدر الكافى؟ لا بنات مصر عاقلات وكمل، هذا ما تعتقده أنت وغيرك، أما الحقيقة فهى على كوبرى المنيب حيث تقف ثلاث فتيات محجبات برفقة صحبتهم التى تتولى التصوير بينما هن يقفزن من فوق الكوبرى إلى قلب النهر.. لا تخف فالأمر ليس انتحارا ولكنه مزاج عالى شوية.
قم الآن وقف أمام امرأتك، وحاول ألا تنشغل بتسريحة شعرك أو لون رابطة العنق، أنت أيضا لا داعى لكثير من الزينة، اقتربوا من المرأة أكثر وانظروا للعمق، وانقلوا المشهد لأنفسكم بإخلاص، وتقبلوا الصدمة بهدوء!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة