حسين سائق توك توك بمدينة طهطا طلب من أمه الذهاب معه إلى بيت الفتاة التى يحبها لتخطبها له، فاعترضت الآم على العروس وأهلها ورفضت الذهاب ونصحته بالاجتهاد فى العمل وان يترك مسألة اختيار العروس عليها.
حسين لم يعجبه كلام أمه، زعق فيها وعنفها، لكنها لم تغير رأيها، منع ما يعطيه لها يومياً من إيراد التوك توك، لكنها لم تستجب له، فما كان من حسين إلا أن وضع سم الفئران فى زجاجة مياه وسقى أمه منها ليتخلص منها
كان أمام حسين احتمالات كثيرة غير أن يقتل أمه، بحسب اعترافه فى تحقيقات الشرطة وإفادة والده، كان أمامه مثلاُ، أن يترك لها البيت ويرحل، يؤجر شقة ويتزوج بمن اختارها، فهو قادر على العمل والكسب، وكان يمكنه أن يستعين بأبيه لإقناع أمه وإتمام الزواج بحسب رغبته ، وكان يستطيع أيضا الاستعانة بجميع أفراد العائلة حتى يحقق ما يريد، فلا أحد يجبر فتاة أو شاباً هذه الأيام على الزواج ممن ترفضه أو يرفضها ، ولا أحد يمنع فتاة أو شابا من الاقتران بمن تهوى أو يهوى
حسين ضيع أو تجاهل كل هذه الاحتمالات والبدائل وغيرها كثير يمكن ذكره، وقرر اعتماد الاحتمال الشاذ الغريب ..القتل، وقتل من ؟ قتل الآم ،ثم فكر وخطط وبذل مجهوداً كبيراً ليبدو القتل قدرياً، فالأم تعانى من أمراض بالقلب وتتناول دواء لمرضها بانتظام، والإبن القاتل استغل مسألة تعاطيها الدواء حتى يسقيها مياه ملوثة بسم الفئران ،أعدها خصيصاً ليناولها إياها عندما تطلب منه شربة ماء تبلغ بها حبه الدواء المر
لماذا اختار حسن قتل أمه بدم بارد؟ كيف امتلأ قلبه بهذا الغل والكره بدلاً من المحبة المقدسة تجاه الأم؟
يد قوية باطشة قاسية تعبث فى جينات المصريين، فى تصورهم للحياة، فى قيمهم وشعائرهم ومبادئهم ومثلهم وسعيهم للمستقبل ، يد كافرة تفسد الحياة والحلم والخيال وتتركنا بائسين محملين بالعنف والكراهية، شاعرين بالعجز ونحن فى كامل الصحة والعنفوان، ليتحول عجزنا إلى طاقة من القتل ، يوجهها الإبن لوالديه أو الأم لوليدها أو الأب لأبنائه
تبّت تلك اليد الكافرة ، لو كان لى أن أصادفها لقطعتها جهاراً نهاراً.. لكنها ليست يداً لفرد، وإنما هى يد التواطؤ على قبول القهر.. على تضيع الحلم والحرية، على الرضا بالذلة والمسكنة.. على العيش دون البشر والموت كالحيوانات المصابة بالطاعون