رفض وزير الخارجية المصرى أحمد أبو الغيط تسمية القوى الخارجية التى قال عنها إنها تسعى إلى دفع مصر للحرب مع دول حوض النيل، أبو الغيط ألقى هذا الاتهام فى حوار له مع تليفزيون "روسيا اليوم"، وفى مقابل عدم كشفه لهذه القوى ليس أمامنا إلا الاجتهاد فى التوصل إليها.
الاجتهاد يبدأ من معرفة القوى الخارجية النشيطة فى منطقة حوض النيل، والتى تتضارب مصالحها مع مصالح مصر، والمؤكد أن إسرائيل هى الأكثر بروزاً فى ذلك، وإذا كانت إيران وتركيا والصين قوى أخرى موجودة فى المنطقة، إلا أن إسرائيل خصوصاً صاحبة المصلحة الأكبر فى إشعالها بالفتن والحروب.
إسرائيل تستهدف إغراق مصر بالأزمات الخارجية والداخلية، وتعد قضية المياه فرصتها الذهبية لتعميق هذا المستهدف، وجولات مسئوليها إلى دول الحوض لا تختصر أجندتها على تطوير التعاون بين الطرفين وفقط، وإنما إلى شغل مصر بظهيرها الأمنى من باب تصوير أن هذا الظهير تزداد مخاطره، وبالتالى لابد من تقليم أظافره بأى وسيلة.
قضية إسرائيل ومياه النيل يتجدد الحديث بشأنها منذ مطلع الثمانينيات فى القرن الماضى، وقت أن فكر الرئيس الراحل أنور السادات فى توصيل مياه النيل إلى إسرائيل، مما أثار وقتها غضب المعارضة والمثقفين، ووصل الغضب إلى قيادة الكاتب الصحفى الكبير الراحل كامل زهيرى لمظاهرة فى معرض الكتاب، وكان موقعه فى أرض الجزيرة الموجود عليها الآن دار الأوبرا، وضمن الآراء القيمة التى قالها زهيرى وقتها وقالها آخرون، إن تحرك إسرائيل فى دول المنبع يستهدف الضغط على دولة المصب، فإذا أرادت مصر أن تظل على سياستها فى احتواء دول الحوض فعليها أن تذهب إلى إسرائيل.
كان هذا الكلام جديداً وقتها، وتعامل معه الهائمون فى حب إسرائيل باستخفاف، لكن الحقائق تكشفت فيما بعد، وظهر منها أن إسرائيل لم تكن يوماً بعيدة عما يحدث فى دول الحوض فيما يتعلق بعلاقتها مع مصر، وإذا كانت هناك صحوة مصرية الآن نحو علاقتنا مع إفريقيا، وخصوصا تلك التى يجمعنا بها هم مياه النهر، فمن الضرورى أن تكون هناك صحوة مماثلة فى علاقة مصر مع إسرائيل فى جانبها الأفريقى، والكشف عن أن تل أبيب هى الجهة التى تحاول دفع مصر إلى الحرب مع دول الحوض.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة