مارينا أو مارينا العلمين، منتجع سياحى صيفى مصرى مميز على ساحل البحر المتوسط بمسافة 94 كلم غرب مدينة الإسكندرية، وهو مملوك لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، أكبر هيئات التعمير فى مصر، والتى أنشأت جهاز القرى السياحية الذى انشأ بدوره كلا من قرى مراقيا ومارابيلا وكازابيانكا ثم مارينا، وكانت التكلفة الكلية للمشروع 48 مليار دولار أمريكى.
المكان فى حد ذاته مبهر ومدهش ومشروع ليس له مثيل فى الدول المطلة على البحر المتوسط بل الكثير من دول العالم، ووجوده بالتأكيد ضرورة لطبقة اجتماعية معينة من أصحاب المال والأعمال تحتاج إلى طبيعة ترفيهية بمستوى معين وفى أماكن معينة، ولذلك ارتبطت مارينا فى ذهن الشرائح الاجتماعية الفقيرة وذات المستوى الاقتصادى المتدنى فى مصر برمز الثروة والسلطة بعد أن هجر الوزراء وكبار المسؤولين الشواطئ التاريخية والتقليدية، مثل رأس البر والإسكندرية إلى منطقة الساحل الشمالى فى مارينا والقرى السياحية المجاورة لها. وتناقلت الروايات الشفهية ما يشبه الأساطير عن المنطقة ومرتاديها وما يحدث فيها.
وطغت شهرة مارينا وأغنيائها على قيمة المنطقة تاريخيا منذ العصرين البطلمى والرومانى، ومازالت هناك مواقع وشواهد أثرية مهمة مثل معبد الإله حورس، إله القمر عند المصريين القدامى، وكانت المنطقة قديما ميناء لتصدير الغلال والحبوب خاصة القمح فى زمن الإمبراطورية الرومانية.
إنشاء مثل هذه المناطق الفخمة والراقية من أجل راحة الأغنياء فى شهور الصيف أمر قد يكون متعارفا عليه فى مناطق المال والأعمال فى العالم، رغم ما تشهده مارينا فى السنوات الأخيرة من تزاحم بعض الشرائح الاجتماعية الميسورة الحال، مما دفع أصحاب الثروات وكبار المسؤولين إلى الهجرة إلى مناطق جديدة مجاورة أكثر فخامة ورقيا على الساحل الشمالى.
لكن وهنا السؤال الذى ظل يشغلنى طوال 3 أيام قضيتها لأول مرة فى الساحل الشمالى- إذا كانت الحكومة ممثلة فى هيئة المجتمعات العمرانية أقدمت على إنشاء هذا المشروع الفخم والرائع لراحة الأغنياء وباستثمارات ضخمة، فما المانع من إنشاء نماذج مارينية مصغرة وبذات النمط المعمارى للفقراء على طول ساحل البحر المتوسط الممتد من العريش ورأس البر وجمصة وبلطيم ورشيد حتى الإسكندرية، وإعادة تأهيل وتعمير مصايف الفقراء على الساحل الشرقى والأوسط باستثمارات أقل تكلفة واستغلال المساحة الشاسعة الممتدة على طول البحر المتوسط، وبشواطئ منسقة ونظيفة وطراز معمارى مميز، يكون متنفسا صيفيا مقبولا للفقراء، فمثلما هناك إسكان فاخر، هناك إسكان شعبى، ولا يبقى بالتالى سوى التصييف الشعبى بعد التصييف الفاخر.
مارينا الفقراء يمكنها أن تحقق نتائج اجتماعية واقتصادية مهولة، أهمها فى رأيى الحفاظ على السلم الاجتماعى، ومنح باقى الفئات الاجتماعية، وهى الغالبية العظمى فى الشعب المصرى، بعض المزايا والحقوق البسيطة والبديهية فى وطنهم، فمصر ليست التى فى ساحل مارينا الشمالى فقط.
نحلم ببورتو جمصة بدون يخوت وبحيرات، ومنتجع أوشن بلو بلطيم بدون تعقيد واستفزاز، ولابلاج، ولافام، وتشيكيتا رأس البر، وهايسيندا رشيد!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة