أكرم القصاص

تغيير المناهج.. وتغيير الموضوع

الأربعاء، 21 يوليو 2010 12:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ سنوات بعيدة يتحدث وزراء التعليم فى مصر عن تغيير المناهج التعليمية حتى تساير العصر والتقدم، وكل وزير تعليم من أيام الدكتور كمال حلمى الأول جاء وفى جعبته تصريحا عن التطوير القادم، ومرت السنون وتغيرت بعض المناهج، لكن الذى يحتاج التغيير هو نظام التعليم، الذى أصبح يعتمد اعتمادا كليا على الحفظ والدروس الخصوصية..

وكان السبب أن التلاميذ أعدادهم تضاعفت مئات المرات، بينما المدارس لم تزد كثيرا، أو ضربوها فى اثنين، والنتيجة أن بعض الفصول فى المدارس الرسمية تستوعب 60 تلميذا، وهو رقم لايسمح بالتنفس فما بالنا بالاستيعاب. وأصبحت الدروس الخصوصية واحدة من معالم التعليم المصرى مثل المدارس بدون أحواش، أو أنشطة، لأنها لاتجد مكانا ولاوقتا لذلك.

نقول هذا بمناسبة ما أعلنه وزير التعليم أحمد زكى بدر وقراره بإجراء تعديلات على المناهج الدراسية وحذف أجزاء تعتبر حشوا فى المناهج، ولدى تلاميذ المدارس منذ التسعينات أنواع من المناهج وأشكال من الكتب منها القديم والمطور والمحسن والمكدس والمخصص والمهزهز إلى آخر الأسماء التى تعبر عن حالة من الرغبة فى التغيير للمناهج بشكل واسع، وهو أمر يمكن أن يكون مفيدا طالما يستوعب علوم العصر ويطور طريقة التفكير.

لكن ما يحدث حتى الآن أن التعليم بعد سنوات من التغيير أو التطوير والجولات المكوكية يقوم على أسس ثابتة لا تتغير دروس خصوصية، ونظام للحفظ، وامتحانات لاتحاول اختبار التفكير لكنها تختبر القدرة على الحفظ والتسميع. وتفتقد القدرة على تطوير المهارات واكتشاف المواهب.

ونحن هنا لا نوجه النقد لوزير التعليم وحده حتى لو كان يحرص على استكمال الشكل دون المضمون لكن المسئولية على نظام لا يشعر بخطورة ما يحدث فى التعليم، الذى يمثل أساس أى استثمار، وقاعدة أى بناء. ولن نكرر أن الدول التى تقدمت بدأت بالتعليم وليس بغيره.

الاهتمام بالمناهج من دون الاهتمام بالمعلم الذى يقدم هذه المناهج للتلاميذ، فلا تدريب ولا دخل مناسب ولا غيره، وبالتالى يصبح الدرس الخصوصى استكمالا ضروريا للدخل. ولا اهتمام بالمدارس من حيث التوسع والفصول وكثافتها.

كل التطوير والتغيير يتم فى الجدران وفى المناهج، أما المعلم والتلميذ فلا أحد يلتفت لهم، وإذا تحدث أحد وأشار إلى هذا فورا يتم تغيير الموضوع.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة