لم يكن غريبا علينا قرار لجنة شئون الأحزاب برفض حزب الإصلاح والتنمية، بل كان ذلك هو عين توقعنا من اللجنة التى تختار بنفسها من يعارضها من الأحزاب "الهلامية" التى تضيف لديكور الديمقراطية المفقودة حزبا جديدا لا يعطى للحياة السياسية أى جديد وهو المطلوب.
ليظل الحزب الوطنى وحده مسيطرا على الساحة ولا يوجد أمامه أى منافس حقيقى قوى وتظل مصر على حالها ويستمر الحزب الوطنى فى مشواره ينتقد أحزاب المعارضة التى اختارها بنفسه ليثبت من خلالها وجود ديمقراطية وحرية رأى وسماح للأحزاب بممارسة نشاطها، وفى الجانب الآخر، يعلم أن منافسيه ضعفاء ولن يقدموا شيئا وأن ضعفهم فى صالحه، فيكون مكسبه مضاعفا هذا ما يحدث.
تقدمنا بأوراق حزب الإصلاح والتنمية إلى لجنة شئون الأحزاب وفقا لما أقره الدستور والقانون مع كامل إيماننا بأن الأحزاب تنشأ بالإخطار، وبالرغم من ذلك سلكنا الطريق القانونى.
وكان من لجنة شئون الأحزاب أن رفضت تأسيس الحزب شأنه فى ذلك شأن أحزاب أخرى، كحزب الوسط وغيره من الأحزاب النشطة.
كالعادة تكون أسباب الرفض أن برنامج الحزب لم يقدم جديداً للحياة السياسية، وأن ما ورد فى برنامج الحزب تناولته أحزاب أخرى قائمة ويجرى تنفيذ هذه البرامج ولست أدرى ما هو الجديد الذى تريده لجنة شئون الأحزاب لكى نفعله فوراً ونقدمه؟.
الذرة والفيمتو ثانية سبقنا إليها غيرنا وبرنامجنا وأى برنامج غيره يعتبر اجتهادا محمودا ولا أحد يملك عصا سحرية لحل مشكلات المجتمع حتى الحزب الوطنى نفسه، وإلا كان استخدمها وحل مشكلات المجتمع من خلالها وطبعا الحجة ستظل قائمة ما لم نعرف ما نوع هذا الجديد وأين يتم بيعه لكى نشتريه؟.
ولأننى أعرف مسبقا أن علة الرفض سوف تكون أن الحزب لم يأتى برنامجه بجديد أو بما يمثل إضافة للحياة السياسية، حاولت أن أقدم جديداً فكان الجديد لدى هو أن حزبى أسسه الحزب مخلصين محبين لمصر يريدون أن يقدموا إليها شيئاً ولديهم الرغبة فى أن يبثوا آراءهم وأفكارهم فى إطار شرعى وقانونى.
فكان الحزب قائما على أيدى شباب وليس من خلال الوزير السابق فلان أو المستشار فلان أو غيرهم من المناصب والرموز وقد سبق ورأينا أحزابا أخرى قامت على أسماء لامعة ولم تقدم شيئا إلى الآن.
ولا أدرى لماذا لا تسمح شئون الأحزاب لهؤلاء الشباب بممارسة نشاطهم من خلال حزب يجمعهم ويصبح أملا وحلما بدلا من أن ينضموا للحركات الاحتجاجية والتيارات والمنظمات غير الشرعية وتعانى منهم الحكومة بعد ذلك لأنها حرمتهم الطريق الصحيح الذى يبثون من خلاله آراءهم وأفكارهم دون قيد أو تهديد.
وقد نسيت شئون الأحزاب حين بعثت إلينا حيثيات الرفض أن تضيف إليها علة الرفض الأساسية، وهو أن أنور عصمت السادات هو وكيل المؤسسين ولكى تعدت وشقيقى طلعت على الضربات الحكومية المتتالية والضغوطات والتضييق وغيرها من الأشياء الصعبة التى نعتبرها ضريبة لعدم سكوتنا وكشفنا للفساد دون خشية من أحد وكأن الأمر أصبح ثأرا مبيتا ورغبة أجمع عليها كبار رجال الدولة بإبعادى وشقيقى عن الحياة السياسية فأصبح عندى احتمالية الرفض فى أى شىء أكثر من القبول ولذلك تقدمت بأوراق الحزب متوقعاً الرفض بنسبة 99%، لكن
قرار الرفض بقدر ما أحزن أعضاء حزبى بقدر ما أعطاهم ثقة ودفعة للأمام وحماس متضاعف ليستمروا فى نشاطهم ولنستمر فى إجراءاتنا القانونية فشرعيتنا ليست من لجنة هى ( الخصم والحكم فى نفس الوقت) ولكن شرعيتنا مستمدة من خلال الشارع والجمهور وإيمانه بفكر هؤلاء الشباب وإيمانهم بأنفسهم وقدراتهم وسعيهم المستمر نحو الإصلاح والتنمية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة