بمناسبة الثورة والذكريات والمبادئ الشهيرة (1- القضاء على الإقطاع 2- القضاء على الاستعمار 3- القضاء على سيطرة رأس المال 4- إقامة حياة ديمقراطية سليمة 5- إقامة جيش وطنى قوى 6- إقامة عدالة اجتماعية) طبعا كثير من هذه الأشياء لم يتحقق، وحتى ما تحقق منها ظل أعرج وناقصا ومتمايلا مترنحا.. عموما اقرأ السطور القادمة.. إنها قصة قديمة يجب أن نعيد روايتها الآن.
أنا ابن على، أيوه "على ويكا" بتاع "رد قلبى" اللى كان بيحب إنجى بنت البرنس وأخت البرنس وجدى الريس عبد الواحد الجناينى اللى اتجنن فى عقله وراح يطلب إيد إنجى من البرنس اللى طبعا زى ما أنت عارفه طرده وشتمه.
وبعدها جدى رجع من عنده زعلان ومقهور وأصيب بالخرس، بس الحمد لله اتكلم لما الثورة قامت.. إزاى أنا معرفش وظل البحث جاريا فى الأوساط الطبية عن سر شفاء جدى ولم يتوصل الأطباء لحل حتى أحالوا أمره لمحكمة الثورة التى أقرت بأن الريس عبد الواحد اتكلم بسبب نور الثورة الذى ملأ قلبه وحل عقدة لسانه وأنا من يومها بدور على هذا النور الذى ملأ قلب الريس عبد الواحد وشفاه يمكن يشفى البلد دى من الفقر والقهر والقمع والذل اللى إحنا عايشين فيه، والله يا آنسة أنا كل ما أفتكر الريس عبد الواحد اللى هو جدى وهو بيصرخ وبيهتف ويقول" أنا بتكلم.. أنا اتكلمت يا ولاد" أحس إنه كان بيشتغلنا.
أنا عمرى ما كرهت جدى لأنه هتف للثورة، وقال تحيا الثورة وكأنه كان بيهتف للنادى الأهلى، لأن الراجل- الله يرحمه- هتف مع اللى هتفوا واتكلم مع الناس اللى اعتقدوا إنهم خلاص هيتكلموا وباب الحرية مفتوح للى يقول على مزاجه، يعنى لا مؤاخذة هتف واتكلم بالإيحاء يعنى من غير ما يعرف هو بيهتف ليه، وطلع هتاف الراجل ياعينى على فاشوش فضل هو.. هو الريس عبد الواحد الجناينى، والبرنس صحيح أخدوا فلوسه واتبهدل فى أوروبا شوية، بس رجع تانى بعد شوية وتحديدا فى عصر الرئيس مبارك وهو برنس برضه وكل ما يمشى فى الشارع ويلاقى ريس عبد الواحد "أى واحد مش شرط بتاع الفيلم" يضربه على قفاه، يعنى بعد السنين دى يا آنسة الراجل اكتشف إنه اتلكم على مفيش، لسه هو جناينى ولسه البرنس برنس بفلوسه، إوعى تفتكرى إنى أبويا "على ويكا" كان من الضباط إياهم اللى أكلوا البلد وهى ولعة، ده طلع خيبان وبتاع رومانسيات ونحنحات وهمهمات وظل يرفع شعار الحفاظ على مكاسب الثورة وكل زمايله الضباط برضه كانوا رافعين نفس الشعار، بس على عبد الواحد مكانش بيحافظ على المكاسب دى فى دولابه ولا فى البنك ولا فى حتة أرض ولا فى منصب، كان تايه ياحبة عينى ومش فاضى طول الوقت بيغنى "عودى يا إنجى.. عودى يا إنجى" وفجأة لقى نفسه فى الشارع.. حتة ضابط عادى لا بيهش ولا بينش ولا عارف يجيب لأولاده حاجة وطول الوقت يقولهم أنا شيلت الثورة على كتافى، وناسى إن الثورة عدت وماتت بعد ما شالت ناس تانية على أكتافها وهو نايم فى حضن الحرب ضد الاحتكار والاستعمار والإقطاع، فجأة لقى نفسه بيحارب أصحابه اللى أخذوا مكاسب الثورة فى جيوبهم واتقهر ومات.. الله يرحمه طبعا يا آنسة ربانى كويس، اللى قدامك ده ما شاء الله يعنى ومن غير حسد ومن غير قر يحمل على حيطة بيتهم اللى وإنت داخلة على إيدك اليمين ليسانس حقوق بتقدير جيد جدا، طبعا هتقولى يبقى أنت أكيد بقى بقيت وكيل نيابة عشان أبوك ضابط من بتوع الثورة؟.. أقولك إنتى بتحلمى لأنهم رفضونى لأنى جدى هو الريس عبد الواحد الجناينى.. طبعا قلتلهم ده الريس عبد الواحد هتف للثورة لأنها قضت على المحسوبية ردوا على بكل بساطة.. كان غلطان!
مالك يا آنسه لا لا لا بلاش الدموع اللى فى عنيكى أنا مش بحب الشفقة ولا العطف.. ممكن أعرف إنت بتعيطى ليه؟..
لا مفيش حاجة يا كابتن.. هات الأوردر بتاع البيتزا وأرجوك سامح ماما هى مكانتش تقصد تعذب عمو "على" لأنها كانت بتحبه أوى بس النصيب.. ربنا يرحمك يا ماما إنجى!.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة