د. بليغ حمدى

صحة الرئيس

الإثنين، 26 يوليو 2010 09:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أظن أن أؤلئك الذين يهتمون بهوس محموم بصحة السيد الرئيس مبارك يعلنون ما يخفون عما يختلج بصدورهم، فمعظم العناوين الصحفية المنتشرة على صدر الجرائد متعددة الألوان تتناول موضوع صحة الرئيس مبارك، وأنا أؤكد أنه لولا عهد الرئيس مبارك لما نعموا بتلك الحرية فى تناول تفاصيل حياة الرؤساء الصحية والأسرية والاجتماعية واهتماماتهم الشخصية أيضاً.

وكم كنت أود ألا تتفرغ رئاسة الجمهورية بالرد على المزاعم والافتراءات التى تتعلق بصحة السيد الرئيس، والتى يتعمد بعض المحمومين والمهووسين بتفجيرها داخل مصر وخارجها، وذلك لسببين، أولهما أننا نسعد برؤية الرئيس وهو فى صحته متعافياً سالماً وهو يكرم خريجى الكليات العسكرية منذ بداية شهر يوليو الجارى، وأيضاً وهو يستقبل قادة وزعماء العالم للتواصل بشأن العلاقات المشتركة والقضايا المحلية والعالمية.

ثانيهما، أن أولئك الذين لا هم لهم سوى موضوع صحة الرئيس الذى أتمنى له العافية دائماً، لو فكروا قليلاً أن مصر كدولة محورية فى المنطقة تكتسب صلابتها وقوتها من قوة زعيمها، لذا فكان من الأحرى عليهم عدم زعزعة ثقة المواطنين فى صحة الرئيس.

ولا شك أن رجلاً بحجم ومكانة الرئيس مبارك تتربص به العيون داخل مصر وخارجها، والعيون قد لا يكون لها هم الإثارة والتشويق، فنجد بالصحف من يهرول مبكراً إلى مكتبه ليخط سطوراً عن زيارة الرئيس مبارك لإحدى المستشفيات أثناء زيارته لفرنسا، مهملاً القضايا والمسائل السياسية التى ذهب من أجلها الرئيس لتناولها مع الرئيس الفرنسى ساركوزى.

ومنهم أيضاً من يشرب قهوته الصباحية بأموال خليجية مشبوهة المصدر والتمويل، فيكتب ما يمليه عليه ولى نعمته، وبالطبع السطور لا ولن تتناول الحديث عن إنجازات مبارك الداخلية، ودوره فى حقن دماء أبنائنا الذين أصبحوا فريسة لأباطرة الفضائيات الدينية الذين يتحدثون عن الجهاد فى أفغانستان وكوديا والخمير الحمر، أو أولئك المحظورين الذين يدغدغون مشاعر صبياننا وصغارنا بالقتال والاستشهاد على أرض فلسطين. بل يكتب عن صحة رئيسه مراقباً تصرفاته وأفعاله من منظور من يموله.

وكان على كل هؤلاء أن يدركوا أن من واجباتهم نحو مصر النهوض بها وبمستقبلها وتعزيز إمكانات شعبها، وتنمية قدرات أبنائها دينياً واجتماعياً وفكرياً ومهارياً، وألا يكونوا جميعاً مجرد أبواق لما تذيعه وكالات الأنباء الصهيونية، والمواقع الإليكترونية المشبوهة عن مرحلة ما بعد مبارك، والدخول فى معركة التكهنات من سيكون رئيس مصر المقبل، وكأن مصر عزبة أو قرية صغيرة لا يديرها نظام سياسى قوى ورصين وحكيم.

وهذه السطور لا تعد تمجيداً فى الرئيس مبارك، بقدر ما تحمل من رسالة لأولئك الموتورين الذين يصرون على تشويش وتشويه الصورة وقلب الحقائق وتصعيد شخوص بعينها على صدر اهتماماتنا اليومية. لابد وأن يدرك القاصى والدانى فى بر مصر المحروسة أن قدرها أن تكون عظيمة وقوية، لذا فالمتربصون بها يكيدون لها، ويربطون بين صحة السيد الرئيس بمصير شعبها العظيم، ولهم أقول إن صحة الرئيس مبارك بخير وعافية، وشعبه أيضاً بوعى كاف فى التمييز بين من يخدم أمته وبين من يدعى أنه قادم للتغيير والتطوير والبناء.

وكأن مصر وطن أعلن موته أو فى طريقه للانتحار. وما تتناوله بعض الكتابات الصحفية هذه الأيام من الحديث عن صحة السيد الرئيس لهو دليل إدانة على فشل دعاة التغيير، ومتزعمى الحركات الوطنية والجبهات القومية وغير ذلك من الشعارات وكأننا فى السودان أو الصومال أو تشاد، فكان لزاماً عليهم أن يتقدموا بخريطة طريق تفيد النظام فى النهوض بالوطن، وأن يشاركوا فى عمليات التنمية، لا أن يتجسسوا من ثقب الباب على أمور شخصية قد تنتقص من مكانتهم لدى الشعب.

وكم أنا سعيد بأن المواطن المصرى الذى لم يعد عادياً أو بسيطاً أصبح مكتمل الوعى حينما يرصد ويحلل ويستقرئ ويفسر ما تطالعه عيناه، وتسمعه أذناه من أخبار وشعارات. بل وبدأ فى التفكير وليس التكفير والتفسيق، واجتهد قليلاً فى تأويل أبرز مقولات المحظورة بدءاً من ( طظ ) الشهيرة، مروراً بأحذية البرلمان الوطنى، انتهاءً بحملات تسفيه منجزات الشعب المصرى فى الثلاثين عاماً الأخيرة.

وعلى أولئك المهتمين بقضايا تغيير وتطوير مصر بالداخل والخارج أن يرجئوا الخوض فى حديث الانتخابات الرئاسية المقبلة، ومسلسلات التوريث، وأفلام السوبرمان الذى هبط علينا من الخارج، وشعارات الحل والعقد، وأن يشاركوا فى تنمية هذا الوطن، لأنه يستحق.

• أكاديمى مصرى








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة