اعتاد الدكتور على الدين هلال أمين الإعلام بالحزب الوطنى أن يتحفنا بتصريحاته الغريبة والعجيبة منذ قرر أن يتخلى عن قاموسه الرصين كأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ويعتمد الأسلوب البسيط "البلدى" متخيلاً أنه بذلك يقترب من رجل الشارع وامرأة الشارع وأولاد الشوارع!
أخر هذه التصريحات العجيبة التى أتحفنا بها هلال أطلقها فى لقائه مع شباب الجامعات فى معسكر أبى بكر الصديق بالإسكندرية ولا أدرى لماذا تصر "الجامعات" أو الحزب الوطنى أو غيره من المؤسسات على اعتماد أسلوب المعسكرات البائد الذى يعود لأيام الاتحاد الاشتراكى، المهم أن المعسكر إياه الباقى من زمن يوليو ،أقيم وحضره هلال وتمطع وقال أمام الشباب إن "الحديث عن مرشح الحزب الوطنى خلال الانتخابات المقبلة يندرج تحت بند "قلة الأدب" لأن المنصب ليس شاغراً، ولكن إذا قرر الرئيس مبارك عدم خوض الانتخابات لأى سبب فإن مصر ولادة وهناك الكثير يمكنهم أن يترشحوا باسم الحزب فى الانتخابات"
يعنى الدكتور هلال قرر بتصريحاته أن يبرز لنا وهو أستاذ العلوم السياسية تأصيلاً علمياً جديداً لنظام سياسى يمزج فيه بين الديمقراطية وأخلاق القرية، بين الدولة الحديثة وفيلم الأب الروحى لآل باتشينو وبين مصر أم الدنيا والحزب الوطنى
هذا النظام السياسى الجديد الذى يؤصل له أمين الإعلام بالحزب الوطنى اسمه "القريقراطية" يعنى نصف قرية ونصف ديمقراطية، فتصريح الدكتور هلال فى نصفة الأول يتحدث عن شيخ البلد أو العمدة "يعنى الكبير" الذى لا يصح أن تظل جالساً وهو يمر من الشارع، ولا يصح أن تظل راكباً حمارك لا مؤاخذة وأنت مار عليه، ولا يصح أن تعلن ترشحك فى الانتخابات وهو فى المنصب، أما النصف الثانى والخاص بأن مصر ولادة وهناك عشرات يمكنهم الترشح، يعنى ممكن نطلع كتاب الديمقراطية من المكتبة ونعمل انتخابات تعددية بس بالطعم المصرى فى أى وقت نشاء .. يا سلام.
بذمتك يا دكتور هلال تقدر تقول هذا الكلام أمام ميكرفون CNN أو فى محاضرة بجامعة إلينوى مثلا بافتراض أن محاضرة جامعة إلينوى هى النسخة الأمريكية لمعسكر شباب أبى بكر الصديق؟
لن تستطيع طبعاً، على العكس ستدير الحوارات مؤكداً على أن نظامنا ديمقراطى تعددى وأن صندوق الانتخابات هو الفيصل فى عضوية الهيئات البرلمانية ومنصب الرئيس وأننا فى عالم واحد والديمقراطية هى الحل داخل الحزب الوطنى وفى الحياه السياسية المصرية عموماً.
أسألك يا دكتور هلال، أى قيمة تكرس فى حياتنا السياسية بتصريحاتك التى من بينها أن ترشيحات رئاسة الجمهورية لا مجال فيها للمستقلين رغم أنك تعلم تماماً أن هيئة شئون الأحزاب لن تسمح بوجود حزب قوى وفاعل فى الحياة السياسية!
يا دكتور هلال إنك تشيع قيمة اليأس فى حياتنا السياسية ولا ينقصك سوى أن تتوجه إلينا بشعار "البحر من أمامكم ومن خلفكم إذا كان مش عاجبكم الأبيض اشربوا من الأحمر وهو ده اللى عندنا"!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة