الكثير من الناس يؤمنون وهم لا يعلمون ما عند الله للمتبع المخلص فى اتباعه، وإذا سألتهم يقولون إنهم يحبون الله سبحانه وتعالى ويفعلون من المخالفات ما يبعدهم عن الله العلى القدير، فبعض التدبر يجعلهم يدركون أنهم على بعد فراسخ من الهدف الذى يسعون إليه أو ضاع منهم الهدف لحقيقى فى رحلة الحياة قصيرة التى يظن الناس أنها طويلة أو أزلية لا نهاية لها.
ولقد أعطى الله للناس السبيل إلى الاقتراب والقرب منه فقد جاء فى القرآن العظيم الشريف «إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم......»، فهذه أول خطوة للقرب لمن يقول إنه يحب الله، إن اتباع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو الباب النورانى الربانى لنيل حب الله، وهذا لأنه هو الكمال والجمال، كمال فى الفعل وجمال فى السلوك.
وهناك من الأفعال التى تحول دون الوصول إلى الأنوار الربانية والمعية المحمدية، قال سيد الخلق صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا ينظر إليهم الله أبداًً: شيخ زان، ورجل اتخذ الأيمان بضاعة يحلف فى كل حق وباطل، وفقير مختال مزهو»، وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: «ثلاثة حرم الله عليهم الجنة: مدمن الخمر، والعاق، والديوث الذى يقر فى أهله الخبث»، وهذه كلها صفات وأفعال لا يرضى عنها الناس، لأنها أشياء تدمر الحياة الطيبة، وتنشر الخبث والوباء النفسى. وقال أيضاً عليه أزكى السلام: «ثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والديوث، ورجلة النساء». وهذه أيضاً أفعال ظلمانية تطفئ النور فى القلوب وتبعد الإنسان عن شاطئ الأمان.
وعلى الجانب الآخر من هذا كل الذى يفعل عكس الأفعال السيئة، مثلا يقول الصدق ولا يكذب، يعمل ولا يسرق، يحافظ على الحرمات ولا يعتدى عليها، يتقن ما يعمل ولا يغافل الناس بأفعال لا يرضى الله عنها.
وقال سيدنا محمد حبيب الله صلى الله عليه وسلم «ثلاثه لايهولهم الفزع الأكبر ولا ينالهم حساب هم على كثيب من مسك حتى يفرغ من الحساب الخلائق: رجل قرأ القرآن ابتغاء وجه الله وأم به قوما وهم به راضون، وداع يدعو إلى الصلوات الخمس ابتغاء وجه الله، وعبد أحسن فيما بينه وبين ربه وفيما بينه وبين مواليه».
إن الاتباع على البصيرة النابعة من حسن التعبد وحسن السلوك والرحمة التى يرزقها الله للعباد الصالحين تجعل العبد يبعد عن المغالاة والتشدد الأعمى، كما أنها لا تجعل العبد يتراخى بحيث تضيع الحدود والحقوق والفروض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة