تعبنا من أنباء اختفاء وخطف الفتيات المسيحيات ،كل يوم تفاجئنا الأخبار بنبأ اختفاء فتاة مسيحية من إدفو إلى الإسكندرية ومن دير مواس إلى عزبة النخل وعلى الفور تعمل ماكينة الإثارة ويتحول الموضوع إلى اختطاف مدبر تم الإعداد له من عصابات منظمة أو جماعات إسلامية متطرفة ،فيما يبدو وكأن الجماعة المسيحية فى مصر مستهدفة .
خطورة تحويل هروب أو اختفاء فتاة إلى إطار لاستهداف المسيحيين فى مصر، أنه يجعل المسيحيين مستعدين دائما للثورة وشاعرين دوماً بالظلم وجاهزين طول الوقت للاستخدام من قبل أطراف داخلية وخارجية ، أقول ذلك وقلبى مع كل أسرة تقرر إحدى بناتها الخروج إلى الحياة بدافع الحب أو بدافع التغيير أو بدافع الأثر العكسى للتزمت الدينى ، لكن الحقيقة تحتاج منا إلى أن نزيل الخشية التى فى عيوننا وأن نبصر ما يجرى خلفا الكواليس وما يراد لنا .
لماذا تحول المسيحيون إلى ثورجية جاهزين للخروج شعارات رنانة ومتطرفة فى كل وقت ؟ ولماذا يتحول هروب فتاة مع حبيبها إلى قائمة مطالب لا علاقة لها بالفتاة الهاربة فى إطار المساومة السياسية البحتة بين الأساقفة والدولة
هروب الفتيات المسيحات فى النهاية يحرق أعصاب البسطاء المسيحيين ويجعلهم حانقين قادرين على ارتكاب الخطيئة ومخالفة تعليم السيد المسيح" أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ. وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ. لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ (متّى 5: 44-45) " وفى الوقت نفسه يتحول هروب الفتيات إلى مطالب متزايدة بأراض وتوسعات فى منشآت كنسية ،لا أقول كنائس، وتعيينات فى البرلمان والمناصب وتجاوزات عن جرائم ارتكبها متطرفون مسيحيون !
شيئاً فشياً ومع التكرار نجحت اللعبة وأصبح كل سهم لكيوبيد يجمع بين قلب مسيحية وقلب مسلم يتحول إلى مظاهرات وأدوات ضغط على نظام يجيد التراجع وإرخاء الخيط والقبول بالحلول الوسط حتى لو عادت الهاربة قسراً إلى بيت أمها وحجرة من حبلت بها !
انظروا بتمعن قليلا إلى التشابكات فى محافظة المنيا ،كاميليا تركت بيت زوجها الكاهن فى دير مواس لأسباب عائلية وتبع ذلك المزايدة بإطار استهداف الجماعة المسيحية ،وتلاه تحريك كتلة المسيحيين البسطاء المشحونين بالغضب والشعور بالظلم بواسطة الآباء الكهنة واستمرت المظاهرات وهى على غير حق فى الضغط والمزايدة، حتى بعد اكتشاف الأسباب الحقيقية لهروب كاميليا
وبعد عودتها إلى بيتها وكنيستها وزوجها الكاهن على الفور تشابكت مظاهرات كاميليا فى قائمة مطالب الأنبا أغاثون الذى أراد استغلال مناخ الاحتقان الزائف بعد هروب كاميليا للانقلاب على العقد الذى وقعه مع محافظ المنيا ،ويقضى ببناء كنيسة جديدة مكان القديمة بعد إزالة كافة المبانى المقامة ،لماذا لا يستغل الأنبا أغاثون إمكانية تراجع الحكومة إذا كان التراجع ممكنا فعلاً وبدلاً من البناء على ألف متر لتكن أربعة آلاف !
أنا شخصياً مع إطلاق الحرية الكاملة فى بناء دور العبادة لجميع الأديان والطوائف دون قيود فالعبرة ليست بالبناء الحجر وإنما ببناء الأرواح والقلوب ،لكن أن تتحول بعض المكاسب المرحلية التى يضعها الأساقفة والكهنة فى الـ c.v الخاصة بهم إلى منهج للإثارة وصب الزيت على النار وتدمير الروابط بين المسيحيين والمسلمين فهذا غير مقبول على الإطلاق .
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة