لم ينتظر خادم الحرم الشريف الملك عبدالله بن عبدالعزيز اكتمال العجز السياسى عند إخوته فى البلدان الشقيقة حتى تحرك بل سارع ليسابق الزمن فى وضع السياسات ومباشرة السلوكيات القادرة على صيانة الوطن العربى فقد وجد سموه أن لبنان وسوريا هما الأحوج بين الدول العربية إلى التضامن بينهما والتنسيق الدائم مع غيرهما، لا لأنهما يقعان إلى جوار إسرائيل عدوة العرب فقط بل لأنهما الدولتان العربيتان المشار إليهما ببلاد الشام وهو اسم يحبه كل عربى أصيل ومنهم بل فى طليعتهم عاهل السعودية الملك عبدالله بن عبد العزيز.
إنها لصحوة عربية كبرى ممتزجة بعطر التاريخ ومدفوعة بدينامية الجغرافيا المعتدى عليها، تلك الزيارة التى يقوم بها عاهل السعودية للبنان وسوريا مجددا بها العهود والروابط التى كانت دائما تشد عرب الشام إلى المملكة، فلقد كانت المملكة دائما وأبدا قبلة للعرب تضخ فيهم معنويات وقدرات، فإسرائيل تعرف جيداً أنها ليست محلتة لأراض فلسطينية فقط بل هى محتلة لأراض سورية ولبنانية أيضا، ثمة سوريون ولبنانيون يعيشون منذ عام 1948 حتى الآن تحت الحكم الإسرائيلى ومع الأسف كثيرون من العرب لا يعرفون هذه الحقيقة ويظنون أن إسرائيل تحتل أرضا فلسطينية فقط كانت تحت الانتداب الإنجليزى وأن عدوانها لم يشمل أجزاء جنوبية معتبرة لبنانية وسورية طبقا لكل المقاييس الجغرافية والتاريخية وهو أمر لا يجوز أن يستمر بأى شكل من الأشكال، ولا شك أن الرئيسين بشار الأسد وميشيل سليمان لا ينفكان عن لفت أنظار الجهات الدولية حول هذا الموضوع، فإسرائيل تدعى فى المحافل الدولية أنها تريد السلام وأنها لم تأخذ إلا ما كان فى القديم أرض فلسطين التى أتى ذكرها فى التوراة بينما هى تمارس عمليا أبشع أنواع القضم للحق العربى لا فى فلسطين فقط بل فى أراض تابعة للبنان وسوريا وليست ولم تكن فلسطينية فى يوم من الأيام، لذا كانت عروبة الملك عبدالله بن عبدالعزيز تملى عليه الآن الاهتمام بآخر عربى من الشام سوريا كان أو لبنانيا فسوريا وبيروت كانت تعلق أمالهما على تلك الزيارة لذا كانت زيارته صحوة عربية كبرى وهو ليس بغريب عن سمو عاهل المملكة العربية السعودية.
ناشط سياسى وخبير قانونى كويتى*
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة