عبدالمنعم منيب

إمام الأنبياء

الخميس، 12 أغسطس 2010 10:32 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ لم يقدم النبى نفسه كمصلح اجتماعى ولا قائد سياسى يسعى للتطوير والتغيير .. وإنما قدم نفسه نبيا بعثه الله للعالمين.. فأى عبقرية تمتع بها فى مجالات السياسة أو الاجتماع أو الاقتصاد إنما هى عبقرية الدعوة المنزّلة من عند الله عز وجل
عندما بلغ سيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم الأربعين من عمره خرج فى رمضان كعادته إلى غار حراء متأملا مفكرا مقلبا وجهه فى السماء وفى ليلة الإثنين من أواخر الشهر الكريم جاءه جبريل بأمر الله تعالى.

وحينئذ بدأ الوحى وبدأت نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم, فكيف كان العالم وقتها؟ وكيف تهيأ النبى الكريم لتغيير هذا العالم؟
كانت الوثنيات بأشكالها المختلفة تسيطر على العالم من الهند والصين وفارس شرقاً إلى أوروبا وأفريقيا غرباً, فمن عبادة النيران فى بلاد فارس إلى عبادة الأحجار والأشجار فى أفريقيا إلى الجدل الذى وصل حد الاضطهاد الدينى والتقاتل بالسلاح حول حقائق العقيدة المسيحية فى بيزنطة بل والإغراق فى الجدل الفلسفى العقيم حتى صار اسم بيزنظة علما على كل جدل عقيم, الوثنية والجدل العقيم حتى فى الألوهيات سيطرا على العالم شرقاً وغرباً, وتدهورت القوى العسكرية لكل من امبراطوريتى فارس والروم حتى صارتا تعتمدان على حراس من عرب الجزيرة العربية ليحرسوا حدودهما الجنوبية وتمثل ذلك فى مملكتى المناذرة والغساسنة, العالم تعمق فى الوثنية والضلال والشهوات حتى انغمست الكعبة بيت الله الحرام فى الأوثان ذلك البيت الذى كان قد أعاد بناءه إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل عليهما السلام على أسس التوحيد الخالص «وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُوعَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (129)» البقرة.
وكانت جزيرة العرب منغمسة فى هذه الوثنية من عبادة الحجر والشجر مع وجود بقايا قليلة من أهل الكتاب اعتراهم ما اعترى أهل الكتاب فى ذلك العصر من خلاف وجدل حول حقائق العقيدة, وزاد العرب على وثنيتهم تفككهم السياسى ولم يختلفوا كثيراً فى تحللهم الاجتماعى عمن حولهم من أمم فارس والروم والحبشة إلا أن مظاهر هذا التحلل ربما اختلفت بشكل أو آخر من وأد البنات وكثرة الحروب والسلب والنهب والعصبية القبلية البغيضة التى طالما أشعلت الحروب وقطعت الأواصر فضلاً عن الطمع والخمر والقمار والمتعة المحرمة وتسخير الأقوياء للضعفاء.

◄◄ مكة قلب الجزيرة
كانت مكة قلب الجزبرة العربية معنوياً واقتصادياً ومن ثم سياسياً, ففى مكة بيت الله الحرام الذى يقدسه كل العرب بجميع قبائلهم وعقائدهم, وعبر مكة كانت تجارة الشرق والغرب تمر من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب وبالعكس عبر رحلة الشتاء والصيف حيث كان تجار مكة يتجهون فى الشتاء إلى اليمن وفى الصيف إلى الشام لتناقل التجارة من هنا لهنا وبالعكس فضلا عن تسويقهم جزءا كبيرا من هذه السلع فى موسم الحج ببيعه لسائر قبائل الجزيرة العربية من حجاج البيت الحرام.
ومن هنا تمتع أهل مكة وهم قبيلة قريش بفروعها العديدة بمكانة سياسية ومعنوية واقتصادية كبيرة بين سائر العرب, وكانت قريش تنقسم اجتماعيا إلى شعبتين كما يقول العقاد - واحدة من أصحاب الترف والطمع وهذه كانت تحرص على استبقاء الأمر الواقع على ما هو عليه لأنه يوافق هواها, أما الشعبة الثانية فكانت من أصحاب السماحة وكانوا أناسا وسطا بين مقام الطغاة الظالمين من رؤوس الشعبة الأولى وبين الضعفاء الذين لا يملكون إلا الإذعان للسادة الكبار الطغاة.
ومن هذه الشعبة الوسط ذات النسب الكريم كان بيت عبدالمطلب جد النبى صلى الله عليه وآله وسلم, ومن هنا جاء نسب النبوة العريق الذى خرج منه الصادق الأمين لينقذ العالم من تيه الضلال.
فى هذا الجو العالمى والإقليمى البائس أوحى الله تعالى إلى سيد الخلق محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم ليغير الدنيا من حال إلى حال.
وكما قال العقاد: «قالت حوادث الكون: لقد كانت الدنيا فى حاجة إلى رسالة, وقالت حقائق التاريخ: لقد كان محمد هو صاحب تلك الرسالة»
وهكذا كان العالم على موعد مع إمام الأنبياء وخاتم المرسلين, ولكن كيف صلح أن يكفى رسول واحد لهداية البشرية جميعا وكيف استمرت هذه الهداية فى مرحلة ما بعد موته صلى الله عليه وآله وسلم؟
يقول الشيخ محمد الغزالى: «فى المزالق المتلفة قد يقول لك ناصح أمين: أغمض عينيك واتبعنى, أو لا تسلنى عن شىء يستثيرك!
وربما تكون السلامة فى طاعته.
فأنت تمشى وراءه حتى تبلغ مأمنك.
إنه فى هذه الحال رائدك المعين, الذى يفكر لك, وينظر لك, ويأخذ بيدك. فلو هلك هلكت معه.
أما لو جاءك من أول الأمر رجل رشيد فرسم لك خط السير, وحذرك مواطن الخطر, وشرح لك فى إفاضة ما يطوى لك المراحل ويهون المتاعب, وسار معك قليلاً ليدربك على العمل بما علمت, فأنت فى هذه الحال رائد نفسك, تستطيع الاستغناء بتفكيرك وبصرك عن غيرك.
إن الوضع الأول أليق بالأطفال والسذج, أما الوضع الأخير فهو المفروض عند معاملة الرجال وأولى الرأى من الناس.
والله عز وجل عندما بعث محمدا عليه الصلاة والسلام لهداية العالم, جعل فى رسالته الأصول التى تفتح للعقول منافذ المعرفة بما كان ويكون, والقرآن الذى أنزله على قلبه هو كتاب من رب العالمين إلى كل حى, ليوجهه إلى الخير ويلهمه الرشد.

◄◄ قوة من قوى الخير
لم يكن محمد عليه الصلاة والسلام إماماً لقبيل من الناس صلحوا بصلاحه, فلما انتهى ذهبوا معه فى خبر كان, بل كان قوة من قوى الخير, لها فى عالم المعانى ما لاكتشاف البخار والكهرباء فى عالم المادة.
وإن بعثته لتمثل مرحلة من مراحل التطور فى الوجود الإنسانى, كان البشر قبلها فى وصاية رعاتهم أشبه بطفل محجور عليه, ثم شب الطفل عن الطوق ورشح لاحتمال الأعباء وحده, وجاء الخطاب الإلهى إليه - عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم- يشرح له كيف يعيش فى الأرض, وكيف يعود إلى السماء, فإذا بقى محمد صلى الله عليه وسلم أو ذهب فلن ينقص ذلك من جوهر رسالته, إن رسالته تفتيح للأعين والآذان وتجلية للبصائر والأذهان, وذلك مودع فى تراثه الضخم من كتاب وسنة.
«يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً{174} فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِى رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً {175}» النساء.
ومن هنا فنبينا الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم إن كان جاء لإصلاح العالم فى فترة دقيقة من الزمن فإنه لم يقدم نفسه كمصلح اجتماعى ولا كقائد سياسى يسعى للتغيير والتطوير إنما قدم نفسه كنبى وخاتم للمرسلين فأى عبقرية تمتع بها فى مجالات السياسة أو الاجتماع أو الاقتصاد إنما هى عبقرية الدعوة المنزلة من عند الله عز وجل, ولابد من ملاحظة هذه الحقيقة بشكل موضوعى ودقيق, لأن الموضة التى جرى عليها الكثيرون من المستشرقين ومن لف لفهم فى عصرنا الحديث هى مدح النبى الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم باعتباره قائدا سياسيا أو عسكريا عظيما أو مصلحا اجتماعيا نابغا, وذلك كله بعيد عن حقيقة أن الله بعثه نبيا ورسولا للعالمين كافة, وفى ذلك ما فيه من عدم الصدق والموضوعية فحقائق القرآن ثم حقائق التاريخ تفصح بجلاء عن أنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يقدم نفسه بأى صفة للناس سوى صفة الرسالة والنبوة, قال تعالى: »وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ« سبأ28, وقال سبحانه: »قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّى رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِى لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـى وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِىِّ الأُمِّيِّ الَّذِى يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ« الأعراف158.
وبالتالى فرغم ما فى ظاهر دعاوى عظمته صلى الله عليه وآله وسلم وعبقريته فى مجالات السياسة والاقتصاد والاجتماع والحرب من مدح فإنها تعتبر طعنا فى الرسالة المحمدية إن اعتبر ذلك هو حقيقة النبى الوحيدة دون إرجاع ذلك لطبيعة الرسالة الإسلامية التى بعث الله بها نبينا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.
صحيح أن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم عظيم فى كل ميزان: عظيم فى ميزان الدين, وعظيم فى ميزان العلم, وعظيم فى ميزان الشعور, وعظيم فى ميزان من يختلفون فى العقائد ولا يسعهم أن يختلفوا فى الطبائع الآدمية (حسب تعبير العقاد) لكنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يقدم نفسه إلا بصفة واحدة هى أنه محمد رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله وسلم.
ومع ذلك فإنه صلى الله عليه وآله وسلم كان له صفات خيرات حباه الله بها قبل النبوة مهدت لتصديق الناس له وإيمانهم بما جاء به من دعوة التوحيد وشريعة الإسلام, كما جهزته صلى الله عليه وآله وسلم لتلقى الوحى الإلهى والقيام بواجباته, فالله تعالى قد هيأ الظروف البيئية والوراثية التى تسهم معا فى تكوين الإنسان وتمنحه صفاته الخَلْقية الخُلُقية وتصوغ بنيانه الجسدى والنفسى, وتحدد قدراته العقلية واستجاباته العاطفية لتجتمع بشكل يجعل من نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم الإنسان المهيأ لتحمل المسؤولية التى أنيطت به بعد أربعين سنة من ميلاده .. (وحسب عماد الدين خليل) فإن أربعة عقود فى حياة الإنسان المحدودة تمثل امتدادا زمنيا طويلا أريد به أن يستكمل محمد الإنسان كل مساحات تكوينه الذاتى ونضجه البشرى قبل أن يتاح له أول لقاء مع الوحى الأمين وما أصعب اللقاء الأول بين ممثلى السماء والأرض وما أشق الحوار..

◄◄العقود الأربعة
طيلة هذه العقود الأربعة ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم يأخذ ويتلقى ويجابه ويهضم ويتمثل شتى المؤثرات الوراثية والبيئية لكى يحولها إلى خلايا تبنى كيانه وسمات مادية وروحية تهيئة لليوم العظيم فعن أصالة أبيه وأمه أخذ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أصالة الشخصية ووضوحها ونقاءها وكسب على المستوى الاجتماعى احتراما وتقديرا فى بيئة كانت تستهجن مجهولى الأنساب وتحتقر الخلطاء ومن مرارة اليتم ووحشة العزلة وانقطاع معين العطف والحنان قبس الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الصلابة والاستقلال والقدرة على التحمل والإرادة النافذة والتحدى الذى لا تنكسر له قناة وبالفقر والحرمان تربى ونما بعيدا عن ترف الغنى وميوعة الدلال واتكالية الواجدين وعبر رحلته الأولى إلى الشام فى رعاية عمه فتح محمد صلى الله عليه وآله وسلم عينيه ووعيه تجاه العالم الذى يتجاوز حدود الصحراء وسكونها إلى حيث المجتمعات المدنية التى تضطرب نشاطا وقلقا, والجماعات العربية التى فصلتها عن شقيقتها فى الصحراء الأم سلطات أجنبية أحكمت قبضتها على الأعناق, وساقت الشيوخ والأمراء العرب إلى ما تريد هى وتهوى لا ما يريدون ويهوون, وفى رحلته الثانية إلى الشام مسؤولا عن تجارة السيدة خديجة تعلم الرسول الكثير والكثير، عمق فى حسه معطيات الرحلة الأولى وزاد عليها إدراكا أكثر بما يحدث فى أطراف عالمه العربى من علاقات بين الغالب والمغلوب والسيد والمسود وإفادة أغنى من كل ما يتعلمه الذين يرحلون من مكان إلى مكان فيتعلمون من رحيلهم طبائع الجماعات والشعوب وكنه العلاقات بينها واختلاف البيئات والأوضاع .. ويزدادون مرونة وقدرة على التعامل المنفتح الذى لا ينقطع له خيط مع شتى الطبائع وفهما لما يتطلبه الإنسان فى عصر من العصور بعد اطلاع مباشر على عينات من هذا الإنسان فى سعادته وهنائه أو تعاسته وشقائه, وفوق هذا وذاك فقد أتيح للرسول صلى الله عليه وآله وسلم فى رحلته هذه تنمية وامتحان قدراته الخاصة التى تعلمها أيام الرعى صبيا وها هو الآن يدير تجارة لسيدة تملك الكثير فيعرف كيف يحيل القليل كثيرا ويصمد إزاء إغراء الذهب والفضة أمينا لا تلحق أمانته ذرة من غبار, قديرا على الارتفاع فوق مستويات الإغراء إلى آخر لحظة, ثم يجىء إسهامه فى القضايا الكبرى التى عاشتها مكة آنذاك متنوعا شاملا مغطيا شتى مساحات العمل البشرى الجماعى وكأنه أريد له أن يجرب كل شىء, أن يسهم عاملا فى كل اتجاه وأن يبنى عبر أنشطته المتنوعة جميعا شخصية قادرة على التصدى لكل مشكلة والإسهام الإيجابى الفعال فى كل ما من شأنه أن يعيد حقا أو يقيم عدلا, فى حرب الفجار مارس الرسول صلى الله عليه وآله وسلم شؤون القتال, وفى حلف الفضول شارك فى تجربة السياسة والحكم, وفى بناء الكعبة أعرب عن بداهته المثيرة للإعجاب فى حل المشاكل التى تلعب فيها المعتقدات والقيم والمقدسات دورا كبيرا, وخلال هذا وذاك يتزوج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ويمارس فى أعقاب زواجه ذاك كبرى التجارب الاجتماعية فى حياة الإنسان وينجح فى التجربة.
هكذا بدت حياة النبى الكريم صلى الله عليه وآله وسلم قبل مبعثه سلسلة مترابطة الحلقات منطقية التعاقب من التجارب والخبرات فى شتى المجالات لتهيئة وتلقى الوحى والقيام بأعباء الرسالة.
ولكن ماذا عن خبراته الروحية والدينية والأخلاقية؟
هذا له حديث آخر إن شاء الله.








مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة