دعوها تسكب العبرات حارة على وجنتيها بين يدى المحققين، هذه امرأة سلمت نفسها للكبر والغرور، تركت لطموحها المتطرف الحبل على الغارب لم تجد حرجا فى أن تطيح بالقانون والعرف.<br>
عندما أصدر جهاز الكسب غير المشروع قرار حبس سوزان ثابت قرينة الرئيس السابق 15 يوما على ذمة التحقيق فرح المصريون، لكن الفرحة لم تدم بعد أن أعلن مستشفى شرم الشيخ، إصابة سوزان بأزمة قلبية ووضعت فى العناية المركزة.
كشف مصدر قضائى مطلع على سير التحقيقات التى تجريها النيابة العامة مع الرئيس السابق ، أن مبارك تعرض لحالة من الاضطراب النفسى، دفعته للإجابة عن أسئلة فريق المحققين بعبارتين اثنتين فقط هما «محصلش»، و«مش فاكر».
رغم أن كل الأحكام القضائية وقرارات أجهزة التحقيق تجب ما قبلها، فإن قرار المستشار عاصم الجوهرى مساعد وزير العدل لشؤون جهاز الكسب غير المشروع بحبس سوزان مبارك 15 يوما على ذمة التحقيقات لم يلغ لقب السيدة الأولى لسوزان مبارك، فنزيلات سجن النساء كلهن ينتظرن وصول صاحبة اللقب إليهن ليتحول إلى سيدة مصر الأولى التى تدخل السجن!!
عاشت مصر لحظات حالكة بعد المعارك الطائفية الدامية التى شهدتها إمبابة ليلة السبت الأسود، عشرات الجرحى والقتلى سقطوا فى معارك الفتنة الطائفية التى فجرتها مرة أخرى قصة من تلك القصص المعتادة، فتاة مسيحية وشاب مسلم.
ماحدث فى كارثة كنيسة إمبابة، ومن قبلها هدم كنيسة صول فى أطفيح، وكذلك ماجرى فى مظاهرات بمحافظة قنا اعتراضاً على تعيين محافظ قبطى، يطرح سؤالاً: «أين دور الأزهر فى كل ذلك، ولماذا اختفى تأثيره كمؤسسة وسطية فى تعاملها مع الإسلام»؟.<br>
بعد ساعات من كارثة إمبابة التى سقط بسببها عشرات من القتلى والجرحى من المسلمين والأقباط، أعلن وزير العدل المستشار عبدالعزيز الجندى: «أن الحكومة تحذر كل من يهدد أمن مصر بأنه سيواجه بكل حزم»، وتلا الجندى فى المؤتمر الصحفى الذى عقده خصيصا لهذا الحدث المادتين 86 و86 مكرر.
مصر تحتاج لإعادة ترتيب الأوراق والملفات فى قضاياها الملحة والعاجلة الآن بعد ثورة يناير من أجل مواجهة التحديات والمخاطر التى تهدد مسيرة البلاد نحو العبور إلى المستقبل, وإرساء مبادئ الدولة المدنية القائمة على قيم العدل والمساواة والعدالة الاجتماعية وحقوق المواطنة.<br>
حادث الاعتداء على كنائس إمبابة كان الاختبار الأول للتليفزيون المصرى بعد فشله الذريع فى اختبار الثورة، كان يمكن أن يكون فيه قبلة للمشاهد المصرى من جديد، لكن للأسف رسب التليفزيون المصرى كالعادة.<br>
سيداتى آنساتى سادتى من المصريين والدول المجاورة، حضرات السادة الثوار، حشرات السادة المتطرفين، ندعوكم لمشاهدة حصرية لأسخن فتن العام، البث حى، وعلى الهواء مباشرة، والضحايا بالكوم، والقتلى بالتساوى، خمسة هنا وخمسة هنا، حتى القتيل الحادى عشر أبى أن يكشف عن هويته فى الساعات الأولى لاشتعال الفتنة.
الآن نقولها وبصوت عال.. لقد ضحينا بالثورة ومصر من أجل أن يثبت السلفيون والكنيسة قوتهم ونفوذهم، وأن وراءهم ميليشيات تستطيع أن تحرق وتقتل وتخرب البلد فى أقل من 10 دقائق، ولا توجد قوة فى مصر قادرة عليهم لا شرطة ولا شعب ولا حتى جيش.
وفاء قسطنطين، كاميليا شحاتة، عبير، مريم لوقا، وغيرهن سيدات ترددن على أسماعنا بقوة فى الفترة الأخيرة، لنجد أن قصص الحب والزواج والطلاق والخطف والاعتداءات الجنسية للسيدات والتحول للإسلام، دوما هى الفتيل الذى يشعل نيران الفتنة الطائفية، ولا يتوقف الأمر هنا على محافظات الوجه القبلى أو البحرى، والمناطق الشعبية أو الراقية، فالبطل هنا واحد.. «امرأة».
بعد أسبوعين من صدور تقرير اللجنة الأمريكية للحريات الدينية حول العالم، والذى أوصى لأول مرة منذ تأسيس اللجنة بوضع مصر على قائمة الدول الأكثر انتهاكا للحريات الدينية حول العالم، على اعتبار أن حدة انتهاكات الحريات الدينية قد ازدادت بشدة منذ تاريخ صدور تقرير العام الماضى- منحت أحداث إمبابة بعضا من أقباط المهجر زادا فى استخدام التوصية الأمريكية للمطالبة بوضع مصر تحت الحماية الدولية.
مثلما دلت أحداث الشغب والفتنة الطائفية التى شهدتها منطقة إمبابة على تعرض الوحدة الوطنية لشرخ فى صميمها، لفتت أيضا الأنظار إلى حجم ترسانة الأسلحة النارية التى يمتلكها المواطنون وتم استخدامها خلال الاشتباكات فى إيقاع ما يقرب من 12 قتيلا و223 مصابا، وهو الأمر الذى يهدد الأمن العام ويعرض حياة المواطنين للخطر.
الفقر هو عنوان قرية «الشيخ شحاتة» بمحافظة أسيوط، ومنها تصدرت فتنة طائفية جديدة، اشتعلت فى إمبابة وتصدرت إلى العالم كله، بسبب ابنة القرية عبير طلعت خيرى، التى غادرتها إلى إمبابة ومنها صنعت القصة التى راح ضحيتها العشرات بين قتلى وجرحى.<br>
منذ مساء يوم السبت الدامى، وتحديدا فى تمام الثامنة مساء، أعلنت المستشفيات المحيطة بمنطقة إمبابة، حالة الطوارئ القصوى لمجرد إعلامها بوقوع اشتباكات عند كنيسة مارمينا، واستعدت مستشفيات «إمبابة العام» و«التحرير» و«بولاق الدكرور» و«الساحل» و«معهد ناصر» و«العجوزة».
ما كادت فتنة كاميليا تنتهى حتى اشتعلت فتنة عبير، وكأننا على وعد بنار الطائفية التى تقترب لتحرق كل ركن، وانتقلت النار من المنيا للقاهرة ومن العباسية إلى إمبابة، لتعود ذيولها إلى ماسبيرو وعبدالمنعم رياض.. دخان نار الفتنة بدأ يغطى على مشهد الحرية فى ميدان التحرير. <br>
رغم الحديث الكثير حول الاستثمارات السعودية فى مصر والعلاقات الشخصية التى جمعت الرئيس السابق حسنى مبارك والملك فهد بن عبدالعزيز ومن بعده الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فإن المفاجأة التى كشف عنها الدكتور عبدالله دحلان رئيس مجلس الأعمال المصرى السعودى تكشف العديد من الحقائق حول طبيعة تلك العلاقة.
فى التسعينيات من القرن الماضى، كان المصحف ذو الغلاف الأخضر الفاخر، هو الأشهر بين نظرائه المطبوعين بمصر والحاصلين على موافقة وتصريح من الأزهر، حيث كان يوزع على الطلاب، وكانت المدارس تتهافت على نصيبها فى «الهبة» المقدمة من الملك فهد بن عبدالعزيز عاهل السعودية.
فى اللحظة التى سارت فيها أول دبابة للجيش المصرى داخل شوارع القاهرة فى ليل 28 يناير، وبدأت أجهزة النظام السابق تتساقط كما الذباب «الدائخ» بعد ضربة مضرب عنيفة، أو رشة بيرسول كثيفة، بدأت ملامح جديدة تتشكل لماضى هذا الوطن، وطبيعة الحياة السياسية التى كانت تسيطر على أرضه.
ظلت عملية اقتحام بعض السجون المصرية وفرار المساجين منها لغزا فيما يتعلق بالجهات المسؤولة عن علمية الاقتحام.
بعد حالة الانفلات والفراغ الأمنى، والتى تسبب فى العديد من الحوادث ما بين سرقات وقتل وبلطجة، مما آثار الذعر فى الشارع، ومطالبة الأمن بالعودة إلى الشارع، «اليوم السابع» تبنت رغبة المجتمع فى عودة الشرطة إلى الشارع، والحفاظ على الأمن.
ربما هو الشخصية التى يبحث عنها المصريون الآن للإجابة عن أسئلتهم المختلفة، لكونه المسؤول الذى يقع تحت نطاق مسؤوليته سجن «طرة» الذى توجد به رموز النظام السابق، وما هى الحقيقة فى اقتحام السجون وهروب السجناء؟<br>
قبل أشهر جرت محاكمة لمواطن وقف أمام مجلس الشعب وهتف: «يسقط الحمار» فتمت إحالته للمحاكمة، وحكم عليه بالسجن عشرين عاما، ثلاثة منها للشتيمة و17 سنة لإذاعة سر من أسرار الدولة.. نكتة سياسية تم تعديلها منذ أيام الاتحاد السوفيتى لتناسب مصر.<br>
فرضت ثورة 25 يناير نفسها على كل الدوائر المعنية فى دول العالم، وفى سياق التنبؤات التى تشير إلى أن مصر قد تخرج من قمقمها لتمارس دورها المأمول فى محيطها الإقليمى.
اختفت من الحياة السياسية فى مصر، عشرات الأسماء من الوزراء وقيادات فى الحزب الوطنى، ومعهم رجال أعمال ومسؤولون سابقون، وشخصيات عامة لم تكن تشغل مناصب.
طفت على السطح فى الأسبوع الأخير جرائم جديدة أكثر تنظيما ساعدت على انتشار الفوضى، وبث الرعب فى قلوب المصريين، كان أبرزها واقعة اختطاف ابنة عفت السادات التى كشفت أن الجناة قد رسموا سيناريو متكاملا لارتكاب جريمتهم، وتميزت خطتهم بالحرفية.
الكلام عن نظرية المؤامرة سهل لأنه لا يحتاج إلى قواعد تسنده، وممتع لأنه يفجر الإثارة بدون تعب.. والكلام الثورى السخن أيضا لا يوجد أسهل منه لأنه لا يلزمه سوى أحبال صوتية قوية، وممتع لأنه «بيزغزغ المشاعر»، ولكن النوعين «كلام نظرية المؤامرة والكلام الثورى» كلاهما مضر بالصحة.. صحة الوطن!<br>
أقل من ثلاثة أشهر على قيام ثورة 25 يناير، مدة قصيرة بحساب السياسة، لكنها مدة طويلة بحسابات الثورة. البعض يرى أن هناك تباطؤا فى إنجاز أهداف الثورة، وتطهير الدولة من أعوان النظام السابق, كان أهم أهداف الثورة هو «إسقاط النظام», وليس إسقاط الدولة. <br>
أشار المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية بلندن «IISS» فى تقرير له بأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يلعب السياسة الخارجية لمصر بطريقة التوازنات الحساسة فى لعبة توازن حساسة، فهو بحاجة إلى حماية أمن البلاد خارجياً فى الوقت الذى تشهد فيه الحدود تقلبات شديدة، فمن ناحية.. الحدود الغربية لمصر تتفجر بسب الصراع الليبى.
وسط حالة من الخلافات بين المحللين العسكريين الإسرائيليين حول شن حرب إسرائيلية جديدة على غزة مثل التى شنتها فى عام 2008 تحت اسم عملية «الرصاص المصبوب»، خاصة بعد تكرار الهجمات الإسرائيلية على غزة، بالقرب من الحدود المصرية.<br>
شبح الإفلاس.. خطر يواجه الاقتصاد المصرى بعد تراجع الموارد من جميع قطاعات الاقتصاد منذ يوم 25 يناير حتى الآن، مما أدى إلى خسائر يومية لمصر تتراوح بين مبلغ 1.2 مليار جنيه -حسب الخبراء- و2 مليار جنيه -حسب مراكز متخصصة فى رصد عوائد الإنتاج- لكن المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى يقود البلاد منذ اندلاع ثورة 25 يناير.
ربما يأتى ملف محاكمة الرئيس المخلوع حسنى مبارك من أصعب الملفات الحرجة التى تثير الفتن فى البلاد.. وإذا كانت الثورات كلها تنهى الرئيس الديكتاتور بثلاثة مشاهد فقط.. إما الهروب خارج البلاد، أو السجن، أو الموت تحت أقدام الثوار.
أحد السياسيين المقربين من آية الله على خامئنى قال: «إن عملية اختراق الحصار العربى إنما تبدأ من مصر، وعملية السباحة عبر المحيط العربى إنما تبدأ من مصر، لا لأهمية مصر بين العرب فحسب، بل للأهمية الإستراتيجية لها فى اللعبة الدولية، وإنه إذا مالت مصر مال العرب جميعهم».<br>
انتزعت ثورة 25 يناير الحرية للمصريين، وخرجت التيارات السياسية التى ظلت محاصرة لسنوات طويلة، إلى الملعب من جديد، تبحث عن جماهير جديدة لها.
النظام السابق دعم السلفيين لمواجهة الإخوان، مثلما فعل السادات مع الإخوان لمواجهة اليسار، بعد ثورة 25 يناير أصبحت التيارات السياسية فى طريقها للتبلور، ودخلت تيارات أخرى على الخط السياسى والإعلامى منها التيارات السلفية. التى تبدو شكلا واحدا لكنها تتنوع فى المضمون. والمصادر.
تنوعت مضامين كتب الدعاة السلفيين فى مصر وفقا لتنوع تلك التيارات ما بين التيار الشرعى والمدخلى والمستقل والحركى، فنجد من بين هؤلاء الدعاة من يحث الآخرين على تجنب المشاركة السياسية والتفرغ للتوعية والتثقيف الدينى وذلك على أساس أن التحليل السياسى له فرسانه.
مساجد للأغنياء، وأخرى للفقراء، وثالثة للزعماء، ورابعة للصوفيين، وخامسة للإخوان، وسادسة للجماعات الإسلامية، وسابعة للسلفيين يسيطر عليها كبار مشايخ الدعوة السلفية، حيث تعد مساجد العزيز بالله بالزيتون وعمر بن الخطاب بحى شبرا.
الكلام عن التيار السلفى فى مصر لا يعنى بالضرورة الكلام عن الدين، لا تسقط فى ذلك الفخ الذى يهوَى مشايخ السلف نصبه دائما لكل منتقد، أو صاحب وجهة نظر مختلفة معهم، لكى يبدو الأمر فى النهاية أن المختلف معهم مختلف مع الدين، وبالتالى خاسر لمعركته قبل أن يعرف حتى أين أرضها.
هل يشكل السلفيون خطراً على المجتمع المصرى، أم يجب العمل على دمجهم فى قلب الحياة السياسية؟