أتوقف مرة ثانية عند قنابل حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله التى شملت تقديمه القرائن التى ترجح قيام إسرائيل باغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الراحل رفيق الحريرى عام 2005.
من تابع المؤتمر الصحفى الذى عقده السيد حسن نصر الله ورأى فيه كم الصور التى التقطتها طائرات الاستطلاع الإسرائيلية لأماكن إقامة رفيق الحريرى والطرق المؤدية إليها، لابد أن يتساءل لماذا أقدمت إسرائيل على ذلك؟.
طرح السؤال يأتى على خلفية التشكيك الذى أعلنه البعض فيما قاله السيد حسن نصر الله، والمثير أنه بنفس قدر الإسراع فى تحميل سوريا جريمة اغتيال الحريرى فور وقوعها بساعات قليلة، يتسرع هؤلاء الآن برفضهم للمعلومات التى كشف عنها نصر الله، رغم تأكيد الرجل على أنه يضع هذه المعلومات رهن إشارة الجهات المعنية فى لبنان بغية الوصول إلى الحقيقة، ويعنى ذلك أن الرافضين لاتهام إسرائيل بارتكاب الجريمة لا يرغبون فى التزحزح عن موقفهم مهما كانت القرائن المضادة لهم، والوضع بهذا المسار لا يعبر عن الرغبة فى الوصول إلى الحقيقة، بقدر ما يعبر عن أن القناعات العدائية المسبقة المعادية لسوريا وحزب الله هى التى تحكم الموقف.
لم تكن سوريا ولم يكن حزب الله جهات مستفيدة أبدا من اغتيال الحريرى، والمتابع وقتها للظرف السياسى الدولى والإقليمى يتأكد من ذلك، لكن عدة الاتهامات كانت جاهزة، كما كانت جاهزة فى كل الاغتيالات التى جرت بعد الحريرى وطالت شخصيات لبنانية كلها من القوى المناوئة لسوريا، والمثير أن كل هذه الاغتيالات لم يتم التوصل إلى المسئول عنها حتى الآن، وهى تحتاج إلى جهود أيضا من حزب الله للكشف عنها، حتى ينتهى هذا الفصل الذى صال وجال فيه كل الذين ناصبوا المقاومة ضد إسرائيل العداء.
تبقى بعد ذلك نقطة هامة وجوهرية فى المواجهة ضد إسرائيل ونضيفها بكل فخر إلى سجل المقاومة، وهى تلك المتمثلة فى قدرة حزب الله على اختراق طائرات الاستطلاع الإسرائيلية التى تقوم بتصوير المجال الجوى اللبنانى، وإرسال صورها إلى إسرائيل فى نفس اللحظة الموجود فيها هذه الطائرات فى الجو، استطاع مقاتلو حزب الله أن يخترقوا هذا النظام، وبمقتضى ذلك كانت الصور تأتى إليهم فى نفس اللحظة التى كانت تذهب إلى إسرائيل، ومنها الصور الخاصة بأماكن إقامة الحريرى والطرق المؤدية إليها، والأمر على هذا النحو يؤكد أن إسرائيل بترسانتها العسكرية الهائلة ليست فوق مستوى المواجهة، بدليل أن حزب الله استطاع أن يخترق سرية نظام طائرات استطلاعها، وهو ما يعنى أن تفوق إسرائيل الجوى أصبح فى موضع المساءلة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة