عمرو فتحى 32 عاما، يفكر دائما كيف يساعد من حوله من خلال ابتكاراته، فعندما شاهد رجلاً عجوزا يكد فى عمله الشاق فى النجارة منذ عشر سنوات، اخترع من أجله منشار أركت بتكاليف بسيطة، يعمل بموتور كهربائى ثابت تتحرك عليه القطعة المراد العمل بها، صغير لا يأخذ مساحة كبيرة ويتم حمله ويقطع الألواح الألمنيوم والنحاس بعد تغيير سلاح المنشار، ويقول: «كان ممكن أحبط من اللى اتعمل فيا بس بحس إنى بعمل حاجة وعايش باللى أنا بعمله».
عمرو دبلوم فنى صناعى قسم هندسة بحرية، استطاع أن يدخل كلية هندسة لأنه حاصل على المركز الثالث على الجمهورية فى قسمه فى المدرسة الفنية الصناعية المتقدمة، ولكن تم فصله من الكلية لأنهم يميزون بين خريجى الثانوى العام والفنى الصناعى، يقول عمرو: «كنت بلاقى ناس معايا فى هندسة مش عارفة تمسك القلم وترسم وتجيب تقديرات، ولأنى قلت أفكارى واللى بخطط له اتحطيت تحت المنظار واترفدت، فاكرنى وصلت هندسة بالحظ، بجد مش عارف الثانوى الصناعى ليه منبوذ وسط الناس، يعنى مثلاً أنا كنت مقدم رسمه والدكتور قالى رسمتك عشرة على عشرة بس مش هتاخد أكتر من ستة، عشان مش كاتب اسمى بخط حلو!!..» وتنهد عمرو ثم قال: «الحمد لله مكملتش فى هندسة لأنى أخدتها تحدى مستسلمتش للإحباط وعملت اختراعات كتير».
لم تتوقف اختراعات عمرو عند حد، حيث قام بعمل بكرات لصيد السمك تستطيع أن تحمل من 5 :8 كيلوات سمك بدون مسامير وطورها على مدار سبع سنوات، وصمم صمام غاز يغلق أوتوماتيكيا بعد فتحه بثوان حرصاً على سلامة الأطفال فى المنزل وهى الفكرة التى عرضها على دكتور بالجامعة، ففوجئ بها فى السوق باسم الدكتور.
ويضيف عمرو: «عندى فكرة مشروع قومى عبارة عن محطة توليد كهرباء تعمل بمحرك واحد، توفر كمية كبيرة جداً من الوقود ومن زيت المحركات وتقلل نسبة كبيرة من العادم ويتم إنشاؤها فى وقت أقل وصيانتها سهلة وبسيطة وغير مكلفة، وفى نفس الوقت تولد طاقة كهربائية كبيرة، ولدى أيضا فكرة استخدام طاقة الرياح فى توليد طاقة كهربائية كبيرة ، وليست مكلفة بالنسبة للأفكار المستخدمة حالياً».
ويقول: «البلد واكلة ولادها، وللأسف فى ناس مخها كويس بس مش لاقية تاكل، والعقول دى بتقع فى إيد اللى يغتصبها، عشان كده نفسى حد زى دكتور زويل يهتم بينا، لأننا أكيد هنشرف البلد فى النهاية، وأنا واثق إنى أقدر أنافس شركات كبيرة بره البلد بس محتاج حد يتبنى سفرى للخارج حتى أتزود بالعلم فى مجال الميكانيكا والمحركات لأن اللى أنا عاملة ده إلهام مع صبر مع معدات بسيطة، ومهما كان اللى اتعلمته برده مش كافى، هسافر لمجرد الدراسة لكنى هرجع أفيد بلدى اللى لحد دلوقتى معملتليش حاجة».
وفى النهاية قال عمرو: «عايز أتعلم وأوسع فكرى وأثقل موهبتى بتعليم صح يفيدنى أنا والناس مش مجرد تعليم ويتقالى يا باشمهندس!.. وبجد نفسى أنجح جوه البلد قبل ما أسافر، فأنا لا أحاول أن أجلس على قهوة أو أشرب سيجارة قولولى بجد أعمل إيه فى إمكانياتى اللى بيها بشتغل مشرف أمن فى مصنع للأحذية؟!!.. الحمد لله على كل شىء».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة