مدحت حسن

لماذا تقاطع الجزائر الكتب المصرية؟

الخميس، 12 أغسطس 2010 08:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أحزنتنى الأخبار الواردة من الجزائر التى تشير إلى أن الجزائر ترفض مشاركة مصر فى معرض الكتاب الدولى الذى سيقام فى أكتوبر المقبل فى العاصمة الجزائرية، الأمر كان صادما لى أن الأحداث التى خلفتها مباراة فى كرة القدم انتهت بكل ما فيها، وانتهت البطولة التى كان يتنافس عليها الطرفان أصلا، الأمر كان صادما لى أن الرواسب التى خلفتها مجرد مباراة فى كرة القدم لا تزال قائمة بالرغم من محاولات العقلاء إطفاء هذه النيران المشتعلة بلا مبرر منطقى حتى الآن، منذ فترة كتبت فى هذا المكان مقالين حول تأثير هدم العلاقات بين مصر والجزائر على العلاقة بين الشعبين على المدى الطويل، وقد وصلتنى وقتها عشرات التعليقات التى بالرغم من سخونتها، إلا أنها عكست أن هناك حبا حقيقيا تكنه الغالبية من أفراد الشعبين لبعضهما، بالرغم من محاولات تدمير العلاقات من بعض الجهلاء عن عدم وعى أو عن سوء نية.

ولكن أن يصل الأمر لرفض مشاركة مصر فى معرض دولى للكتاب هو الأكبر والأهم فى الجزائر، والغريب أن هذا الرفض الجزائرى للمشاركة المصرية لم يقتصر فقط على المشاركة الرسمية، بل حتى من خلال دور النشر، وإصرار الجزائر على عدم الاستجابة لرغبة اتحاد الناشرين العرب بوجود جناح مصرى أو مساحات لدور النشر المصرية، فى رأيى هذا تصرف غير مقبول وغير مبرر، فما علاقة كرة القدم بإتاحة الفرصة أمام الشعب الجزائرى ليتعرف على الجديد فى عالم الكتب والنشر، وإتاحة الفرصة لدور النشر المصرية لتقدم إبداعاتها للشعب الجزائرى، وهل عندما ستمنع دور النشر المصرية من الوجود فى المعرض سيحرم الجزائريون من الإطلاع على الجديد فى إصدارات دور النشر المصرية، بالتأكيد سيكون العقاب للمهتمين بالشأن الثقافى الجزائرى أن يحرموا من الإطلاع على تجارب كل الدول بما فيها مصر.

كنت أتصور أن الزيارة السريعة التى قام بها الرئيس مبارك لتقديم واجب العزاء للرئيس بوتفليقه ستذيب جانبا من جبل الجليد الذى بناه متعصبون من البلدين لا يحبون الشعبين فى مصر والجزائر، بقدر ما يحبون أنفسهم وهم يتخيلون أنهم يحافظون على مصالح البلدين، بينما الأكيد أنهم لا يبحثون إلا عن مصالحهم فقط.
* كاتب صحفى بالأهرام







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة