سعيد شعيب

التهليل لصحفى أمريكى

السبت، 14 أغسطس 2010 12:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شخصيا، أتمنى ألا نصفق للصحفى الأمريكى الشهير فريد زكريا، وأتمنى ألا نهلل للرجل لأنه أعاد جائزة منحتها له منظمة يهودية لأنها قادت حملة ضد بناء مركز إسلامى فى موقع هجوم 11 سبتمبر الإرهابى بنيويورك، لأنها تعتبره عملا استفزازيا لأرواح ضحايا 11 سبتمبر وترويجا لفكر متطرف».

فريد زكريا مسلم من أصل هندى، هو أحد أشهر الصحفيين الأمريكيين وله برنامج يقدمه على قناة ال c.n.n ، كما أنه رئيس تحرير مجلة النيوزويك الأسبوعية الشهيرة، أما المنظمة التى أعاد لها جائزتها، فهى رابطة مكافحة التشهير التى تعد أحد أكبر وأقدم المنظمات اليهودية الأمريكية، والمفترض أن يكون دورها هو مكافحة التشهير باليهودية واليهود بشكل عنصري، أى محاربة معاداة السامية وكل أنواع التعصب داخل وخارج الولايات المتحدة، لكنها مثل كثير من هذه النوعية من المنظمات تخلط بين اليهودية وإسرائيل، وتمارس العنصرية التى تحاربها ضد الإسلام والمسلمين.

هذا بالضبط هو سبب إعادة زكريا للجائزة التى حصل عليها عام 2005، وليس لأنه مسلم فقط، فقد أكد فى بيان له أنه لا يستطيع أن يشعر بارتياح الضمير إذا ما واصل الاحتفاظ بالجائزة، لذا فقد أعاد الدرع التذكارى وقيمة الجائزة، وحث المنظمة على إعادة النظر فى موقفها من مشروع إقامة المركز الإسلامى، واعتبر أن الاعتراف بالخطأ هو ثمن بسيط للحفاظ على السمعة.

فاذا كان الرجل أقدم على هذا الفعل النبيل، فلماذا لا نهلل له؟
لأننا لا يجب أن تكون ردود أفعالنا إما المبالغة الشديدة فى عداء متخيل، أو التهليل الشديد على أرضية أن فريد زكريا مسلم، فالدرس الأهم هو أن الولايات المتحدة والغرب ليسوا كتلة واحدة كما يرى البعض عندنا، وفريد زكريا ليس الوحيد فى الولايات المتحدة، فهناك قطاع فى النخبة الأمريكية والغربية، ليسوا كلهم بالطبع مسلمين أو حتى من أصول إسلامية، ولكنهم لا يريدون معاداة الإسلام والمسلمين، ولكنها تعتبر معركتها الحقيقة فى مواجهة الإرهاب، وهذا القطاع لا يحتاج منا إلى تصدير عداء أو تهليل، ولكنه يحتاج إلى تواصل لبناء جسور حقيقية بيننا وبينهم.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة