طبيب نفسى: استمرار الزواج الملىء بالنزاعات يؤثر سلبا على نفسية الطفل ويهدم شخصيته..

حقوقيون أقباط :الحرمان من الطلاق انتهاك لحقوق الإنسان

الأحد، 15 أغسطس 2010 09:13 ص
حقوقيون أقباط :الحرمان من الطلاق انتهاك لحقوق الإنسان البابا شنودة الثالث
كتبت سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعد الباحث والطبيب النفسى "ماجد ماهر جبره" عضو مجموعة "حق الأقباط فى الطلاق" ورقة عمل ودراسة عن التأثير النفسى لاستمرار الزواج الملىء بالنزاعات على الطفل، واعتبر "جبره" أن حرمان الكنيسة الأرثوذكسية رعاياها من الطلاق إلا بعلتى "الزنا" أو "تغيير الديانة" انتهاك صريح لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن الكنيسة الأرثوذكسية ترى أن تقييد الحق فى الطلاق واجب لتنفيذ العقيدة المسيحية وضرورة لحفظ كيان الأسرة، ولا سيما التعبير عن المحبة المسيحية من خلال الاحتمال والصبر لأية مشكلات تواجه الزوجين وأن كافة المشكلات الزوجية يمكن حلها إذا صبر الشريك على شريكه الأمر الذى اعتبره "جبره" تقييدا واضحا للحريات وتأصيلا لانتهاك حقوق الإنسان وبالأخص حقوق كل من المرأة والطفل اللذين غالبا ما يكونا الطرفين الأضعف فى هذه المعادلة.

وطرح "جبره" من خلال ورقته ثلاثة أسئلة أساسية هل بقاء الأسرة أيا كان شكلها هو فى مصلحة أفرادها و بالأخص الأطفال؟ وهل من الممكن أن يكون الاحتمال والمحبة والصبر أمورا مطلقة فى الزواج المسيحى حتى فى حالات الإساءة البالغة؟ وهل يجوز قانونا بل وهل يعقل منطقيا أو حتى دينيا أن يتم فرض الاحتمال والتضحية بقوة القانون؟ وهو ما يشرعه قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين الذى قدم لوزارة العدل.

واستعرض "جبره" عددا من الدراسات العلمية التى تؤكد أن استمرار الزواج الملىء بالنزاعات يؤثر سلبا على الطفل، فالأطفال الذين يعيشون فى أسر مليئة بالنزاعات يتعرضون للإصابة باضطرابات نفسية وسلوكية مثل الاكتئاب والقلق والإدمان وغيرها من الاضطرابات المختلفة أكثر من أقرانهم الذين ينفصل آباؤهم إذا كانت زيجاتهم شديدة النزاعات، وعلى سبيل المثال فى إحدى الدراسات المعنية بهذا الشأن والتى قام بها باحثان من جامعتى جورج تاون جون وهوبكنيز عام 1999 أفادت الدراسة التى أجريت على 727 طفلا فى عمر من (4-9) أن الأطفال الذين يعيشون فى أسر مليئة بالنزاعات يتعرضون جميعا لاضطرابات نفسية وسلوكية ولكن هؤلاء الذين استمروا فى الحياة داخل الأسر المتنازعة تعرضوا لاضطرابات أكثر من قرنائهم الذى عاشوا فيما بعد مع أحد الوالدين بعد الطلاق أو الانفصال بلا رجعة بنسبة 7: 4 (بناء على استخدام معيار معتمد لقياس الاضطرابات السلوكية).

وعددَ "جبره" الآثار النفسية المترتبة على الحياة فى أسرة مليئة بالنزاعات منها الصدمات النفسية والتى تخلف آثارا عديدة أهمها آثار مرحلية مثل: السلوك العنيف والعدوانى لدى الأطفال، الكوابيس والأحلام المزعجة، عدم القدرة على التحكم فى التبول أو التبرز، ضعف القدرة على التحكم الانفعالى وإدارة المشاعر......إلخ، كما تخلف الجذور للاضطرابات والأمراض النفسية بشكل عام لاحقا.

ولفت إلى أن الأطفال الذين يتعرضون لصدمات نفسية متكررة كثيرا ما يعانون فى مجال الدراسة، فبشكل عام تقل قدراتهم على التحصيل الدراسى ومن الآثار النفسية فى هذا الصدد ضعف القدرة على التركيز وانخفاض معدل التحصيل الدراسى وفقدان القدرة على إدراك العلاقات السببية... إلخ.

وفى المحور الثانى من ورقته أشار "جبره" إلى أن عبارة لا طلاق إلا بعلة الزنا ليس نصا من الكتاب المقدس إنما هو اسم كتاب كتبه البابا شنودة الثالث قبل أن يتولى البابوية يوضح فيه رؤيته عن قضية الطلاق.

وأضاف "جبره" هذا المبدأ يعنى ضمنيا أنه لا طلاق لعلة الضرب ولا طلاق لعلة الإساءة ولا طلاق لعلة التعاسة ولا طلاق لعلة الإيذاء مهما كان شديدا، وهو ما يتنافى مع المنطق ومع روح المسيحية أيضا.

و"أوضح "أن الكنيسة تفترض أن محبة الشريك لشريكه كفيلة بتغيير أكثر الناس عندا وشرا وهو ما يتنافى مع الواقع، وبالتالى دائما ما تنصح الكنيسة الطرف المتضرر فى العلاقة بالاحتمال والصبر اللانهائى، ويتساءل "ماذا عن المرض النفسى وماذا عن المرض العقلى الذى من الممكن أن يهدد السلامة الجسدية للطرف الآخر بل وحياته ذاتها؟ ويشير إلى أن أسباب الطلاق فى لائحة عام 1938 كانت تتضمن المرض النفسى والعقلى، ولكن الكنيسة جاءت اليوم واعتبرت هذه اللائحة هرطقة وبدعة بالرغم من أن أربعة بابوات قبل البابا شنوده قد عملوا بها منهم البابا كيرلس السادس الذى يعتبره مسيحيو مصر قديسا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة