د. بليغ حمدى

السيدة خديجة بنت خويلد

الإثنين، 16 أغسطس 2010 07:43 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن تعرض النبى (صلى الله عليه وسلم) للوحى هو أول شدة حقيقية فارقة له، ولتاريخ البشرية من بعده، فما كان على السيدة خديجة (رضى الله عنها) كما بينا سابقاً سوى الوقوف بجانب زوجها (صلى الله عليه وسلم) تدعمه وتؤيده، وصدق رسولنا الكريم إذ يقول: "الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة".

ومن الشرف والعزة لأى مسلم ـ حسبما نرى ـ أن يتحدث عن السيدة العظيمة خديجة بنت خويلد (رضى الله عنها)، وما أقل الكتب والدراسات التى تناولت سيرتها العطرة ودورها فى مؤازرة أشرف الخلق أجمعين (عليه الصلاة والسلام). والسيدة خديجة بنت خويلد (رضى الله عنها) امرأة حازمة جلدة شريفة، من أواسط قريش نسباً، وأعظمهم شرفاً، وكانت تدعى فى الجاهلية بالطاهرة، وبسيدة قريش.

وإذا كانت السيدة الطاهرة خديجة بنت خويلد (رضى الله عنها) لها الدور الأول المؤثر فى خدمة الدعوة الإسلامية منذ مهدها، فإن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان أكثر وفاءً لزوجته، ومثالاً عالياً رفيعاً لرد الجميل، وما أجمل إخلاص رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لزوجته فى حياتها وحتى بعد مماتها.
فعن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: أتى جبريل النبى (صلى الله عليه وسلم) فقال: "يا رسول الله، هذه خديجة قد أتتك معها إناء فيه إدام (طعام وشراب) فإذا هى أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها عز وجل ومنى وبشرها ببيت فى الجنة من قصب (أى من لؤلؤ وذهب) لا صخب فيه ولا نصب".

ويذكر ابن هشام فى كتابه عن السيرة النبوية ما مفاده التالى: وحدثنى من أثق به أن جبريل (عليه السلام) أتى النبى (صلى الله عليه وسلم) فقال: أقرئ خديجة السلام من ربها، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "يا خديجة هذا جبريل يقرئك السلام من ربك "، فقالت خديجة : " الله السلام، ومنه السلام، وعلى جبريل السلام".

هكذا كان الرد جميلاً، ثابتاً، دالاً على شخصية امرأة مؤمنة واثقة بالله، والناظر لسياق نص ابن هشام الذى أورده فى سيرته يرى أن السيدة خديجة (رضى الله عنها) لم تنس أمين السماء جبريل السلام، فما أجمل التحية، وما أمتع الرد البليغ.

وتذكر السيدة عائشة (رضى الله عنها) وفاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم) للسيدة خديجة بعد وفاتها بقولها : " ما غرت على أحد من نساء النبى (صلى الله عليه وسلم) ما غرت على خديجة وما رأيتها، ولكن كان النبى (صلى الله عليه وسلم) يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها فى صدائق خديجة، فربما قلت له : كأنه لم يكن فى الدنيا امرأة إلا خديجة ؟ فيقول: إنها كانت وكانت وكان لى منها الولد".

ونقول عنها إنها أول إنسان صلى به رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وأول من استمع إلى الوحى الإلهى من فم الرسول الكريم، وأول من آمن به، وأول من تلا القرآن الكريم بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم).








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة