ما تزال الكهرباء تنقطع فى أنحاء مصر بشكل واسع، فى ظل الخطط العبقرية لوزير الكهرباء، عضو الحكومة الإلكترونية.. والحجة تخفيف الأحمال أو توفير الأشياء، وزير الكهرباء الدكتور مهندس حسن يونس تعامل مع الموضوع على أنه قضاء وقدر، وأمر طبيعى، واعتبر أن قطع الكهرباء فى الشوارع أو الحوارى أمرا يحدث فى أفضل البلاد وعلى المقيمين داخلها مراعاة فروق الإظلام.
انقطعت الكهرباء عن مصانع وشركات خسر أصحابها الكثير، وعن منازل أفسدت أجهزة كهربائية، وانقطعت أيضا عن مستشفيات فيها مرضى وغرف عمليات، المرضى أصابهم المرض، أو ماتوا بفضل إنجازات وزير الكهرباء حسن يونس قاطع الكهرباء فى المحروسة، والذى يستحق أن نقيم له تمثالا على هيئة لمبة جاز لأنه نجح فى أن يجعل مصر بلدا مظلما فى القرن الواحد والعشرين، وهناك دول لم تشهد انقطاع الكهرباء منذ عقود وأخرى انقطع التيار فيها لحظات فاستقال وزراء.
لقد اكتشفنا أننا نعيش فى ظل أكثر الحكومات عبقرية فى التاريخ الحديث، حكومة من فرط إلكترونيتها أعادت مصر للوراء وإلى أيام الكهرباء والماء المقطوع، سخرية من بنية أساسية تحدثوا عنها ولم يفعلوها، أنفقوا عليها مئات المليارات ذهبت على الأرض.
علمنا أننا نصدر كهرباء للخارج، مع أننا نعانى من نقص الكهرباء، ويفترض أن فكرة الربط الكهربائى أن من لديه فائض يصدر ومن لديه نقص يستورد، لكن فى ظل عبقرية الدكتور المكهرب حسن يونس صدرنا كهرباء ونحن نحتاج إليها، كما أننا نصدر الغاز ونحن فى حاجة إلى الطاقة.
والدكتور حسن يونس وزير الكهرباء الكهربائى لاشك أنه كان يعرف بصفته وزيرا أن البلد ستواجه نقصا فى الكهرباء خلال الصيف، وكان عليه أن يعمل حسابه، ويقول هذا وتعلنه الحكومة وتبحث له عن حل، لكن الحكومة تنتظر حكومة أخرى مستوردة أو ربما كانت تعمل هى الأخرى بالكهرباء المقطوعة.
نسيت الحكومة الأمر وتجاهلته مع أن أول فوائد الوزراء هى الانتباه للمشكلات وحلها، وإذا كان وزير الكهرباء لم يعرف بأزمة الكهرباء فهو لا يصلح أن يكون وزيرا، وإذا كانت الحكومة لم تعرف فهى ليست حكومة وإذا كان كل هؤلاء شاهدوا انقطاع الكهرباء اعتبروه من الأشياء العادية فهو دليل على أن هذه الحكومة لا تعرف الفرق بين الحكومة وخيال المآتة، بل ربما كان خيال المآتة أكثر فائدة من حكومة لا تعرف كيف توصل الكهرباء. حكومة تشطرت فى رفع قيم فواتير الكهرباء عدة مرات، وضاعفت الفاتورة وفوقها رسوم الزبالة ومع هذا لا يحصل المواطن إلا على الظلام، والزبالة.
ومن مضحكات المساخر المبكية.. أنه بعد أن صارت فضيحتنا الكهربية بجلاجل، علمنا أنه صدرت تعليمات من الرئيس إلى الحكومة ووزير الكهرباء بحل مشكلة الكهرباء المنقطعة، وكان يفترض أن تكون هذه التعليمات إقالة أو تساؤل عاجل لوزير وحكومة اظلموها وخربوها ويقفون عاجزين.
وكالعادة جاءت التعليمات بعد فوات الأوان.. ورغم التعليمات ما تزال الكهرباء تنقطع والوزارة عاجزة ويبدو أن التعليمات هى الأخرى تعمل بالكهرباء المقطوعة ضمن حكومة لا نعرف ما هى وظيفتها.. حكومة أصابتها "قفلة وماس" لأنها حكومة الأسلاك العريانة.