مدحت حسن

هل تعود العلاقات مع الجزائر لنقطة الصفر؟

الخميس، 19 أغسطس 2010 07:10 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت أتوقع حدوث بعض المناوشات من جانب الجمهور الجزائرى وبعض وسائل الإعلام الجزائرية تجاه بعثة النادى الأهلى فى مباراة كرة القدم، التى أقيمت هذا الأسبوع فى الجزائر بين الأهلى ونادى شبيبة القبائل، وأى متابع لحالة الاحتقان التى حدثت فى العام الأخير لا يمكن أن يتوقع أن تكون الأجواء كلها حضارية ورياضية، بعد أن كانت قد وصلت لنقطة الاشتعال بين المتعصبين فى الجانبين.

التعصب الكروى والشد والجذب يحدث كثيرا بين جمهور الكرة، فى الكثير من الدول، وعموما هناك حالة شد وجذب بين جمهور الكرة فى مصر والجزائر منذ سنوات طويلة، وهذا شىء قد يكون مقبولا فى عالم كرة القدم طالما كان فى الحدود المعتدلة.

ولكن ما أخشى منه هو أن تتحول الأحداث التى وقعت مؤخراً فى الجزائر، ووصفها رئيس النادى الأهلى بأنها غير رياضية إلى مقدمة لسكب المزيد من البنزين على النار المشتعلة أصلا بين الكثير من الموتورين فى الجانبين، فقد بدأت تظهر فى الصحف المصرية وبعض المواقع على الإنترنت دعوات من جانب أشخاص ليسوا عقلاء بالتأكيد تطالب بضرورة التعامل بقسوة وعنف مع نادى الشبيبة، عندما يأتى لمصر لملاقاة الأهلى، والكارثة التى يمكن أن تحدث هو أن هذه الدعوات بدأت تلاقى هوى فى نفوس بعض المتعصبين، وهو ما قد ينذر بكارثة ستقضى تماما على أى جهد أو مبادرة للحفاظ على ما تبقى بين الشعبين.

قد يكون كلامى صادماً للبعض، ويراه البعض الآخر لا يتفق مع دعوات الانتقام التى يرفعها المستفيدون، ولكننى موقن تماما بأن علاقات مصر بدولة عربية أهم كثيرا من مباريات كرة القدم، ولا يجب أن ننجرف لأكثر من ذلك، وأتمنى من وسائل الإعلام، وخاصة البرامج الرياضية فى الجانبين، أن تكون أكثر وعياً واعتدالاً فى خطابها الإعلامى، ولا تكرر الكارثة التى أعقبت مباراة مصر والجزائر فى السودان.

الأمر جد خطير ومهم، ويحتاج لتدخل ممن يملكون الأمر من الجانبين، ويحتاج لمبادرة حقيقية مشتركة تدعو لفتح صفحة جديدة، والعمل فعلا على تهدئة الأمور المشتعلة بلا مبرر، ومن يتقاعس من الجانبين عن أداء دوره فى هذه الفترة لن يغفر له التاريخ بالتأكيد ما سيحدث للعلاقات بين البلدين مستقبلا.

* كاتب صحفى بالأهرام









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة