مجدى فهمى العدب من مواليد 47 من منطقة تحت الربع بالدرب الأحمر من أقدم صناع الفوانيس على مستوى القاهرة وأحد ورثة هذه المهنة أباً عن جد، منذ أن ظهرت فكرة الفانوس الرمضانى مع المعز لدين الله الفاطمى.
العدب لا يعترف إلا بالفوانيس التى وقفت عند حدود السنوات العشر الماضية فالفانوس عنده هو الشمعة، أبو أولاد، الفينار، المربع، الفاروق، أبودل، المخمس.
أما فوانيس هذه الأيام فقد كثرت أسماؤها ووصلت إلى 300 اسم فى أقل من 5 سنوات لأنها من وجهة نظرة شىء آخر غير الفانوس، ومن آخر هذه الأسماء الحديثة، البرج وأبوتريكة. مجدى العدب صاحب أقدم ورشة لتصنيع الفوانيس الصاج مازال مصرا على الفانوس القديم وقابضا على مهنته فى ظل كل الصعاب التى تقف أمامه، ونجح فى حماية نفسه وصنعته من سيطرة الفانوس الصينى المصنوع من البلاستيك، فبضاعته محل تهافت الكثير من التجار على مستوى العالم.
العدب يرى فوانيسه المصنوعة من ألواح الصاج الصامتة، أفضل «ميت مرة» من فوانيس الصين، حتى لو «نطقت مش بس رقصت وغنت».
منذ كان عمره ست سنوات سعى العدب لتعلم هذه الحرفة من والده، وكان يصر على النزول معه إلى الورشة كل صباح، ويمسك بيده الصغيرة قطع الصاج ويحاول ثنيها فلا تطاوعه وعندما لاحظ والده تعلقه بالفوانيس، ورغبته فى إتقان صناعتها بدأ يسند له بعض الأعمال البسيطة مثل تلوين الزجاج وتصنيع اليد التى تمسك بالفانوس، وتدريجيا أتقن العدب صناعة الفانوس وأصبح محترفاً ومعلماً للمهنة لأبنائه وأحفاده الذين يعملون معه حاليا فى ورشة تحت الربع.
العدب الذى يعتز بمهنته وصنعته وورشته الضاربة فى القدم والعراقة يثور ويغضب كلما قلل أحد من شأن الفانوس الصاج أو تحدث عن تراجع قيمته، مؤكدا أن الدول العربية تتهافت عليه وارتفع حجم مبيعاته فى الخارج، لدرجة أنه ينتهى من كل الطلبيات يوم 15 شعبان بعدها يبدأ فى طلبيات العام الجديد.
ويعيب العدب على المصريين انشغالهم بالفانوس الصينى فى حين يتهافت العرب والأوربيون على الفانوس الصاج المصرى الأصيل ولا يستهويهم الفانوس العيرة الذى يشبه لعب الأطفال لذا لا يجوز أن نطلق عليه اسم فانوس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة