عبدالعاطى موظف محترم بالنهار وتاجر بانجو بالليل

◄◄ المتهم: ظروفى صعبة وكنت ناوى أشتغل شوية وأتوب بس إيدين المباحث طالتنى بدرى

لم يتوقع عبدالعاطى أنه سوف يقع بهذه السهولة، فهو موظف محترم فى ديوان حكومى يقدره زملاؤه ورؤساؤه ويمتلك دهاء وذكاء فطريا جعله بعيدا عن الشبهات طوال سنوات اتجاره فى المخدرات، فهو ينهى عمله بسرعة ليعود إلى عالم آخر مختلف تحكمه الجريمة.

عبد العاطى يحكى قصته لـ«اليوم السابع»، قائلا: أنا راجل بسيط فى حالى ومش تاجر مخدرات ولا حاجة، كل ما فى الأمر أن ولاد الحرام ضحكوا عليا، فأنا موظف حكومى فى أحد دواوين مراكز الإسماعيلية، وعندى 55 سنة وصحيفة سوابقى بيضاء، لم أدخل قسم شرطة من قبل، ولم يتم القبض علىّ حتى فى سيجارة، لكن راتبى لا يكفى وعندى عيال فى مدارس وزواج بنات وأولاد، واحتياجاتى الشخصية من أكل وشرب، واحتياجات أسرتى، فماذا أفعل؟ ماكنش قدامى سوى إنى اتصرف وأجيب فلوس طب منين؟ أسرق ولا أرتشى؟ الحالتين أنا ماليش فيهم ماعرفش أسرق وكمان شغلى مافيهوش فرصة للرشوة زى بعض الموظفين أنا مدخن وأحيانا باشرب مخدرات مع بعض الأصحاب، بس مش على طول يعنى فى أوقات متفرقة، لحد ما فى يوم واحد منهم عرض عليا فكرة البيع وخاصة أنا لى معارف كثيرة فى الشغل، وفى الحتة التى أسكن بها وبكدة تبقى المشكلة اتحلت المزاج سوف يكون متوفر تماما ونقدر نرد جمايل الناس اللى كترت علينا وفى نفس الوقت نحل مشكلة الفلوس ومصاريف العيال ومدارسهم. ترددت فى أول الأمر خوفا من القبض عليا لكن الشيطان شاطر صوّر لى الأمر على إنه حاجة سهلة جدا قال لى لن يستطع أحد كشفك، وكل ما فى الأمر هو الاحتياطات الشديدة والتكتم والعمل فى سرية كاملة وبذكاء، وبالفعل اشتغلت الشغلانة دية ولقيتها مكسبها كبير، طبعا أنا ندمان جدا دلوقتى على الأقل لأنى مش ح أشوف عيالى وياعالم حاخرج إمتى من السجن والعمر لم يبق به الكثير، كان نفسى أختم حياتى بشكل شريف ومحترم وأترك لأولادى سمعة طيبة يفتخروا بى ويقولو إنهم ولاد راجل محترم حتى لو كان فقير، لكن نعمل إيه بقى. هذه هى الحكاية التى تحملها أوراق القضية رقم 2354 لسنة 2010 التل الكبير الإسماعيلية والمتهم فيها عبدالعاطى 55 سنة موظف بإحدى المصالح الحكومية بمدينة التل الكبير والذى تمت إحالته إلى محمد صالح مدير نيابة التل الكبير أمر بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له فى الميعاد القانونى.