سعيد شعيب

شجاعة وحيد حامد

السبت، 21 أغسطس 2010 12:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس السبب فى قراره بكتابة مسلسل يتناول حاضر وماضى جماعة الإخوان، رغم أنه دخل حقل ألغام، ولكن لأنها المرة الأولى فى الدراما التليفزيونية التى يتم فها انتقاد حقيقى وجاد ومباشر وبدون لف ودوران للحزب الوطنى الحاكم، ولحكوماته المتتالية. فجاء على لسان عدد من الشخصيات الكثير من الانتقادات للسلطة الحاكمة، ناهيك عما جاء على لسان شخصيات الإخوان.

وربما يذكرك هذا بالمشهد العظيم فى فيلم "طيور الظلام" حينما تنافس رياض الخولى ممثل التيار الدينى وعادل إمام ممثل السلطة الفاسدة على الكرة التى فى النهاية كانت مسددة فى وجوهنا نحن الجمهور فى صالة السينما. وهذا لا يعنى أنهما متساويان، ففى النهاية السلطة الحاكمة لا تستند إلى شرعية دينية تمكنها من تكفير غيرها.

وربما لا أكون مبالغا عندما أؤكد أن الفنان الكبير وحيد حامد من أهم كتاب السيناريو الذين وسعوا الحريات فى السينما وعلى شاشة التليفزيون، فهو صاحب فيلم البرىء الذى تعرض لحذف وتعنت غير مسبوق من قبل السلطة، لأنه كان يقدم نقدا حادا لجهاز الشرطة ومن خلفه الحكومة التى تدعمه. وهو صاحب فيلم كشف المستور الذى ربما يكون أول وآخر فيلم مصرى يقدم نقدا عنيفا لجهاز المخابرات، وهو أيضا كاتب فيلم اللعب مع الكبار الذى يدين فيه بعنف فساد الثروة والسلطة.

ووحيد هو أول من جاء بشخصيات وزراء ورؤساء حكومات فى أفلامه ليقدم لهم تشريحا ونقدا شجاعا لهم، مثل فيلم معالى الوزير، وطيور الظلام وفيلمه الأخير "عمارة يعقوبيان" الذى قدم فيه نقدا قاسيا للسلطة الحاكمة، فسياساتها هى المسئول الأول عن إنتاج الفقر والإرهاب.

ومع ذلك تعرض وسيتعرض وحيد لموجة ظالمة من النقد العنيف سواء من معارضو السلطة الحاكمة ومؤيدوها، ففى الأغلب وكما يحدث دائما لن تتم مناقشة أفكاره ولكن نواياه، وهذه الموجة بدأت بدرجة أعنف بعد مسلسل الجماعة.

الخلاف مع وحيد أمر مطلوب، وأنا أختلف مع بعض ما طرحه فى مسلسل الجماعة، لكن دون أن ننسى أن هذا الكاتب الشجاع أفكاره من رأسه، وليس ترديدا لسلطة ومعارضتها.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة