ليس فى الأمر أى نوع من أنواع المبالغة إذا أخبرتك أن الحزب الوطنى لن يتغير، وأن مرشحى الحزب الحاكم فى الانتخابات القادمة بالتبعية لن يصيبهم أى نوع من أنواع التغيير، سيظلون هم أنفسهم رجال الأعمال والمعلمين وأصحاب الثروات التى لا يعرف لها أحد أى أصل، انظر إلى اللافتات المبكرة التى بدأت تملأ شواراع الدوائر المختلفة فى القاهرة ومحافظات مصر المختلفة، وستجد الأسماء القديمة نفسها تنافسها أسماء أخرى أكثر شبابا، ولكنها تنتمى لنفس القطعية مجموعة من مجهولى الهوية نزلت عليهم ثروات فجائية وتحولوا إلى رجال أعمال ينتظرون دورهم فى الحصول على الحصانة التى تمنكهم من مضاعفة أرصدة البنوك على حساب الغلابة من أهل الوطن وعلى حساب الوطن نفسه.
أقول لك لا تنتظر جديدا لأن أغلب المتنافسين على الفوز بشرف الحصول على غطاء الحزب الوطنى الانتخابى ينتمون لتلك الفئة التى تحركها رسائل الموبايل القصيرة وإشارات أحمد عز، حتى نساء الكوتة انظر إلى لافتات الدعاية الخاصة بهن وستدرك ما أعنيه.. أغلبهن معلمات أو عضوات فى لجان المرأة بالحزب الوطنى أو سيدات آخر ما يعرفنه عن السياسة وأهلها هو مشاهدة نشرة أخبار التاسعة والفرجة على برامج "التوك شو".
إنها الدائرة نفسها المفرغة يا سيدى سنجد أنفسنا ندور بداخلها مع بدء جلسات البرلمان الجديد سنجد أنفسنا أمام نواب يتكلمون بأسمائنا وهم لا يعرفون شيئا فى السياسة ولا فى القانون ولا فى أى حاجة، وهل يمكن أن نحصل على نواب على شاكلة غير ذلك ونحن نرى تلك البداية التى أطلق عليها الحزب الوطنى "مجمع انتخابى"، بينما هى فى الحقيقة أمر يشبه شادرا لمزاد يبيع فيه الحزب الوطنى غطاء انتخابيا ولقب مرشح الحزب لمن يدفع أكثر.
المجمع الانتخابى الذى يتم افتتاحه اليوم ويدفع أى راغب فى الاشتراك مبلغ 5 آلاف جنيه فى أمر يشبه إلى حد كبير لعبة كراسات الشروط فى المزاد، بدأ بشكل غير مريح، بدأ وسط شائعات وأخبار تطاير منذ أسابيع عن أمناء للحزب الوطنى فى المحافظات يتلقون رشاوى من أجل ترشيح فلان على حساب فلان.
كنت أتخيل أن لجانا سرية محترمة داخل الحزب الوطنى ستضع معايير جديدة لمرشحى الحزب، وستبدأ فى البحث عن شرفاء ومثقفين ودكاترة جامعة وليس البحث عن زكائب فلوس قادرة على الإنفاق، كنت أتخيل أن الحزب الوطنى سيختار بناء على معايير مختلفة وليس بناء على من يدفع أكثر، الشرط الذى وضعه الحزب الوطنى لدخول المجمع الانتخابى مبنى على دفع خمسة آلاف جنيه أو أكثر بخلاف المصاريف الأخرى التى تعرفونها جيدا، وهذا الشرط يعنى ببساطة استثناء كل من لا يملك دفع هذا المبلغ حتى ولو كان هو الأنسب لخدمة أبناء دائرته أو خدمة الحزب الوطنى نفسه.
لا أعرف إن كان الحزب الوطنى فى حاجة إلى المزيد من المال وهم يضم أقطاب وأباطرة المال فى مصر، ولكن كل ما أعرفه أن حدوتة المجمع الانتخابى وأغلب الأسماء التى يتم تداولها كمرشحين باسم الحزب تعتمد بشكل أساسى على رصيدها البنكى أكثر من الرصيد العقلى والأخلاقى بشكل يؤكد أن القادم من الأمور لن يختلف عما مضى، وأرجو منك عزيزى القارئ أن تتفضل بذكر أسماء المتنافسين على لقب مرشح الحزب الوطنى فى دائرتك، لنكتشف سويا شكل الأيام المقبلة هيكون إيه؟!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة