أنت حر تماما فى أن تفتح التلفزيون أو تغلقه، تشاهد مسلسلات أو أفلام أو خطب برامج دينية أو سياسية أو أخبار أو برامج توك شو أو ملاكمة شو.. هذا ما يسمى حق المشاهد، ومن هذا الحق أن تغلقه تماما وترفض شراءه وتتفرغ لما أنت متفرغ له.
أقول هذا بمناسبة بعض الرسائل التى وصلت لبريدى الإلكترونى أو من خلال تعليقات القراء. ويرى بعض مرسليها أن من حقهم فرض وجهات نظرهم على الآخرين .. مع أن الدنيا ألوان.. وحتى انتقاد البرامج السيئة لا يعنى الدعوة لمنعها أو مصادرتها، لأن المشاهد يمسك فى يده ريموت كنترول يسهل له الانتقال بين القنوات أو إغلاقها.
قارئ " اسمه أحمد.."..سخر من هذه الفكرة ويريد أن يلغى التلفزيون من الأصل .. مع أنه يبدو من رسالته أنه يتابع الأعمال التى يصعب على أى شخص متابعتها، وسرد لى أسماء مطربات لا أعرف أكثرهن وبدا وهو يطالب بمصادرة الرقص متابعا جيدا للراقصين. وهى ازدواجية مرضية معروفة فى عالم الطب النفسى وعلوم الاجتماع.
ويتشابه مع أحمد قارئ اختار اسم أبو رحمة قال فى تعليقه " يا جماعة رمضان ده بتاع صيام وعبادة وبس ما فيش حاجة اسمها رغبات المشاهدين.. ياريت يا خويا تعرفنى كيف يجمع المسلم بين العبادة والتسلية فى نفس واحد إزاى بقة أسمع قرآن فى الراديو وجنبه التليفزيون فوازير ميريام فارس صح بالذمة دى كلام "، وطبعا أبو رحمة فى تعليقه الملىء بالأخطاء النحوية اختار فوازير ميريام فارس، التى لم أتشرف بمعرفتها.. اختار عقله الباطن ميريام ولم يختر مسلسلا أو برنامجا أو حتى ضرب مثلا بقناة يفضلها، مع أنه ببساطة يستطيع أن يغلق التلفزيون.
أما رسالة "على محمود" فهو يطالب بإغلاق كل القنوات والاكتفاء بالقنوات الدينية، ويذكر من هذه القنوات ما يمثل فى حد ذاته ذنوبا، فضلا عن كونه بيزنس للاتجار فى البرامج والنغمات.
بينما "عماد سيد"، يقول: إننى اتفق معك فى أن مسلسلات مثل شيخ العرب همام أو أهل كايرو، (وأضيف لها قصة حب) هى أعمال تحرك المياه الراكدة وبعضها يعطى الأمل للمشاهد، لكنى انتقد كم الإعلانات التى تقطع على المشاهد الرؤية، وأنا اعلم أن الإعلانات هى التى تمول الأعمال لكن لا يصح أن يكون المسلسل نصف ساعة والإعلانات ساعة لازم يكون فيها حل".
إيميل من فريد محمد اتهمنى بالانحياز لمؤلفى همام وأهل كايرو"لأنهم أصدقاؤك"، ومع أننى لا أعرف عبد الرحيم كمال مؤلف همام بشكل شخصى لكننى أحييه بالفعل على جهده الرائع، أما بلال فضل فكونه صديقى لا يمنع من أن اعترف بجودة عمل هو جيد بالفعل، لكن فريد كان أرحم من قارئ فضل أن يسمى نفسه ميمى، ويرى أن "هذا المقال يقصد مقال"أهل كايرو" هو نوع من "التحية الداخلية بين ولاد الكار المقصود بيه أنهم يفتحوا سكك لبعض".
طبعا الأخ أو الأخت ميمى واضح أنه "مليان"، فهو ترك الموضوع، وأخفى اسمه بشجاعة، ويبدو أنه لا يتصور أنه توجد كتابة مجانية، لكننى أعذر الزميل "ميمى"، وأتمنى له الشفاء من" ميمى أو سوسو"، وأحجز حقوقى لدى صناع المسلسل.
وهذه أمثلة على أن الآراء متنوعة ومتعددة، ومن حق كل شخص أن يشاهد ما يريد أو يرفض ما لا يريد، شرط أن يرى نفسه واحدا وليس ممثلا للملايين، ومن حق الشخص أن يشاهده أو يغلقه، وهذه هى ديمقراطية التلفزيون.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة