فنان رتوش الصور: أنا ضحية برنامج الفوتوشوب.. واستيراد البراويز الجاهزة من الصين كمّل علىّ

الجمعة، 27 أغسطس 2010 01:55 ص
فنان رتوش الصور: أنا ضحية برنامج الفوتوشوب.. واستيراد البراويز الجاهزة من الصين كمّل علىّ مجدى
رانيا فزاع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مجدى علام فنان وضحية التطور التكنولوجى والكمبيوتر وتحديدا برنامج الفوتوشوب الذى قضى على مهنته تماماً.

مجدى كان من أبرع الفنانين الذين يضعون الرتوش الأخيرة للصورة الفوتوغرافية ويصلحون عيوبها، ولكنه اضطر بعد 20 عاما من الإبداع أن يترك المهنة ويتحول
لبائع براويز من أجل لقمة العيش التى عجزت موهبته عن الاستمرار فى توفيرها.

بداخل محله الصغير بحى شبرا جلس مجدى، 47 عاما، وحده وسط ما تبقى من مهنته من عدد من البراويز والصور المرسومة ليسترجع ذكرياته مع 20 عاما قضاها فى تصحيح أخطاء الصور، وبذاكرة تحيط بها الحسرة وبنبرة حزينة مكسورة قال مجدى: «أنا من صغرى موهوب وبحب الرسم أوى وعاجبنى شغل تصحيح الصور فقلت طيب ليه مايبقاش مهنتى».

يتوقف ثم يعود قائلاً: «أنا فى الأساس خريج كلية التجارة ولكن وجدت نفسى أكثر فى الفنون والرسم، عن المحاسبة والعمل بها لأن الحسابات أرقام جامدة، ولا يوجد بها طرق للإبداع أو الفن»

لم تكن المهنة صعبة علىّ، فقد كانت موهبتى فى الرسم تساعدنى على تصحيح الصور وتعديلها، وبمجرد أن تخرجت قمت بتأجير محل صغير لتصحيح الصور، وكان لدى عدد كبير من الزبائن يقبلون جميعا على تصحيح صورهم، خاصة أن صور الأبيض والأسود وقتها كانت مليئة بالأخطاء ويرغب الكثير فى تصحيحها».

ويضيف: «بعد كده بفترة ربنا كرمنى وخدت محل تمليك وكملت شغلى، وبعدت عن المحاسبة وركزت فى الرسم وتصحيح الصور».

ويستكمل: «الحمد لله ربنا كان مسهلها لى على الآخر والسوق كان ماشى، لحد ما جه الكمبيوتر وقضى على شغلنا، فأى مصور الآن يستطيع أن يصحح الصور ببرامج الفوتوشوب البسيطة، ودون تكلفة عالية وأغلب الزبائن يفضلوا المصورين بدلا من أصحاب محلات تصحيح الصور».

ويؤكد علام بلسان حزين وكلمات متقطعة «المشكلة إنى حتى لما حاولت أن أعمل حاجة تانية مع تصحيح الصور، وهى أن أصنع براويز وأبيعها الباب أتقفل فى وشى تانى، لأن الحكومة بتستورد من الصين دلوقتى البراويز دى وبأسعار أقل، وأغلب الأفراد يفضلوا شرائها لانخفاض أسعارها» ويصف حاله قائلاً: «أنا ضحية برنامج الفوتوشوب.. واستيراد البراويز الجاهزة من الصين كمل عليا».

ويستطرد: «مشكلتى الأساسية أنى بحب شغلى أوى وبحب الفن إلى بعمله، وده السبب اللى مخلينى أكمل فى شغلى فكان ممكن أشوف أى حاجة تانى أعملها، بس ده فن مش شغل وبس».

ويضيف: «الحكومة مفروض أنها تشجع الصناعات والحرف اليدوية والفنية مش تقضى عليها، باستيراد تكنولوجيا تقضى علينا.. الحكومة فضلت التكنولوجيا عن البشر».

أحوال مجدى المادية تغيرت كثيرا كما يؤكد قائلاً: «وأنا دلوقتى ربحى قل بصورة كبيرة، وراتبى مبقاش بيقضينى أنا وعيالى بس هعمل إيه ما باليد حيلة، وده مش حالى لوحدى، ده حال كل المهن اللى انقرضت فى مصر دلوقتى زى مكوجى الطربوش ومهن كتير الزمن والتكنولوجيا قضت عليها».

أمانى مجدى وكما يضيف بسيطة «نفسى بس ربنا يستر بناتى الاتنين ويوفقهم فى الزمن دا اللى انهارت فيه كل حاجة».








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة