لم يعد لدى شك بأنه إذا كان النظام فى مصر يتخبط ففى المقابل المعارضة أيضا فى الضياع والضحية هو الشعب المصرى الذى لم يعد يراهن كثيرا على نظام «أفلس» ومعارضة أكثر إفلاسا وللحقيقة فإن النظام هو السبب الرئيسى وهذا الإفلاس لأنها حرمته من كل شىء أو بالعربى نجح فى أن يحولها دكاكين وساهم فى ذلك أيضا أعضاء وقيادات أحزاب المعارضة من خلال صراعاتهم الداخلية والتى جمدت أكثر من حزب وأحدثت انشقاقا فى العديد من التيارات السياسية يتساوى فى ذلك المعارضة الرسمية وغير الرسمية مثل حركة كفاية و6 أبريل وقبلهم الإخوان المسلمين حيث خرج منها أكثر من جناح أشهرهم جناح حزب الوسط.
والغريب أنه فى الوقت الذى فقد النظام دوره فى الشارع فإن المعارضة أيضا فشلت أن تكون البديل أو تحرك هذا الشارع الذى ذهب ضحية صراع بين حكومة تملك كل شىء رسمى ومعارضة كان من الضرورى اللعب مع الجماهير ولكن الحقيقة أنها استخدمت منطق النظام فى تعامله مع هذا الشعب وهى نظرية أن هذا الشعب أهبل وقاصر ولا يمكن أن يفعل شيئا بدونها، وهو منطق حزب الحكومة صاحب الأغلبية الشكلية فى البلد فالمعارضة الرسمية المتمثلة فى الأحزاب وغير الرسمية مثل جماعة الإخوان المسلمين وحركات الشارع مثل كفاية و6أبريل.
لعبت نفس اللعبة التى يطبقها حزب الحكومة فهى تعقد اجتماعات وتصدر تصريحات وتظهر على الفضائيات لتكرر نفس بيانات الوزراء وقيادات الحزب الوطنى ولكن بالعكس والنتيجة أن الأغلبية من أبناء هذا الشعب أعطت ظهرها للجميع لأنه وبصريح العبارة فهموا الموضوع او «الفولة» كما يقول العامة..
وإذا كانت حكومة الأغلبية لديها المبرر بأن يعامل هذا الشعب على أنه قاصر وعبيط وأهبل فإنه من غير المعقول أن يكون هذا هو نفس مبرر المعارضة لأن المعارضة مازالت بعيدة عن كرسى الحكم وفى حالة مثل مصر فإن منطق « الملك هو الملك » هو المنهج المطبق فى أدبيات هذا الشعب الطيب فالجميع لايسعى إلى أن يزاحم الحكومة كراسيها ولا يرغب فى أن يلعب دور المعارضة فى الشارع لهذا وقف يتفرج على طرفى اللعبة ويرصد تحركات ودعوات كلا الطرفين مستمتعا بعبارة يطلقها الطرفان المعارضة والحكومة من أنه يعمل لصالح الشعب.
وبنفس المنطق لم يكن غريبا أن يسعى قيادات النظام بكل الطرق لإشراك الأحزاب الشرعية فى لعبة السياسة مثل الانتخابات لأن هذا يعطى الشرعية للنظام وطبق الحزب الحاكم هذا المنهج فى انتخابات الشورى الأخير ويسعى إلى تطبيقه فى انتخابات الشعب القادمة ثم انتخابات الرئاسة فى 2011 أما المعارضة فإنها تسعى إلى إفشال مخطط النظام والدعوى إلى مقاطعة كل الانتخابات تحت شعار « إحراج النظام « ولا أعلم من أين خرجت المعارضة بفكرة أن النظام يحرج أو سيهتم بهذه الدعوات.
ومؤخرا خرجت حركة كفاية باقتراح غريب للمعارضة وهو تشكيل برلمان وانتخاب رئيس «مواز» فى حال لم يقدم النظام ضمانات جدية بشأن الانتخابات باعتبار أن مصر تمر بمنعطف خطير خلال هذه الفترة، فى ضوء ما يتردد عن تردى صحة الرئيس حسنى مبارك.
لما جاء فى بيان الحركة وأظن أن البيان بهذا الشكل ناقص لأنه كان من الضرورى إضافة مطلب ثالث هو البحث عن شعب بديل يستطيع أن يخرج من عباءة النظام والمعارضة أيضا لأن فكرة تنفيذ ما جاء فى البيان غير ملائم لشعبنا الحالى ففكرة الحكومة أو البرلمان أو الرئيس الموازى أو البديل هى قمة أدوات المعارضة التى لا تصلح مع شعب لا يهتم بألاعيب النظام ولا يلتفت إلى صرخات المعارضة شعب لا يذهب حتى لانتخابات مجلس الآباء فإنه مازال أمامه الكثير لمثل هذه الدعوة والحل لو أرادات كفاية أن تعطى لبيانها المصداقية فعليها أن تبحث عن شعب بديل.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة