لأن القاهرة -عاصمة المعز- تسكنها الحرارة والاختناق فى هذه الأيام فمن يستطيع الإفلات منها ومن زحامها وغبارها.. بالتأكيد سيفعل فيتجه شرقا أو غربا أو شمالا المهم ألا يتجه إلى الجنوب.
وقبل أيام من حلول الشهر الكريم يبدو الجميع فى تسابق لإنجاز مهامهم التى تتنوع باختلاف الأشخاص والأهداف.
وفى عالم الإعلام والفن المهام والأهداف فى هذه الأيام هى إعداد الوجبة التليفزيونية الرمضانية وما أدراك ما الوجبة الإعلامية الرمضانية فى ظل أزمات مالية سابقة وبالتأكيد لاحقة وبالتالى جفاف إعلانى، ليظل الأمل فى الشهر الكريم أن يحل ببركاته على المنتجين من برامج ومسلسلات وغيرها من الفنون التليفزيونية.
استوديوهات الدرما فى مدينة الإنتاج وغيرها من مواقع التصوير وأى استوديو متر فى متر فى مدينة القاهرة يعمل الآن بكامل طاقته، وانتقلت العدوى التى بدأت أعراضها فى القاهرة منذ زمن إلى بعض العواصم العربية ولكنها ظلت تحمل البصمات المصرية. فمن دمشق إلى بيروت يبدو أن موسم الحج قد بدأ مبكرا ولكنه ليس حجا للتكفير عن الذنوب، بقدر ما هو حج للاعتراف وربما التطهر من الذنوب أمام الملايين الذين سيشاهدونهم على الشاشات، فى رمضان ستظهر عشرات البرامج وكلها ستحمل قذائف ضد المشاهير فى كل مجال، والمشاهير بالتأكيد هم فنانو مصر ورياضيوها وشخصياتها العامة، ولأن كثيرا من هذه البرامج يتم تصويرها فى بيروت فبدأ الأمل بالنسبة للمدينة وكأنه حج فنى إليها.
المطار يستقبل كل يوم عددا من الوجوه الفنية المعروفة ويودعهم بعد أيام.
مدينة بيروت الغاضبة من منع فيروز من الغناء والتى دفعت شبابها وشيوخها للتظاهر والاحتجاج هى ذاتها التى تزدان الآن بوجوه مشاهير المصريين.
ولست هنا فى معرض الحديث عن برامج رمضان أو غيرها من الأعمال الفنية التى لم تظهر بعد.. ولكنى أتوقف أمام حقيقة واضحة لا هروب منها: مصر بفنانيها ومشاهيرها سلبا أو إيجابا هى الأكثر جذبا وصاحبة السيادة دون منازع.
نتحدث عن تراجعنا وهمومنا وعلو شأن الدراما السورية وارتفاع نبرة اللهجة اللبنانية وغزو الدراما التركية وأفضلية السينما الإيرانية وتنوع السينما الأمريكية ولكن حين يأتى الشهر الكريم يظل الوجه المصرى هو السيد للموقف فبدون مشاهير مصر لن يجد منتج عمل فنى، خاصة برامجى، فرصة لتسويقه حتى لو كان منتجا لبرنامج من نوعية الكاميرا الخفية.
ولست أزعم أن تدافع برامج التليفزيونات العربية على الفنانين المصريين هو معيار الثقل المصرى الفنى الوحيد حتى لا أتهم بكثير من الاتهامات التى يسوقها البعض ولكنى أحاول أن أنظر بتفاؤل فى زمن محبط، للتراجع المصرى حتى لو كان هذا التفاؤل نابعا من مجرد عبور الفنانين المصريين من بوابة مطار دمشق وبيروت.. فهل أنا متفائلة أن مصر مازالت صاحبة سطوة.. أم هو مجرد وهم أساعد نفسى على الصبر به على مكاره التراجع؟!.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة