د. بليغ حمدى

لافتات الدكتور أيمن

السبت، 07 أغسطس 2010 07:29 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الأمور التى تسترعى انتباهى بشكل قصدى هو معرفة عدد أنصار الدكتور أيمن نور الذى بالضرورة سيرشح نفسه فى انتخابات مجلس الشعب القادمة، أو ربما سيكتفى بنصائح المقربين الذين أود معرفة عددهم أيضاً بعدم خوض انتخابات مجلس الشعب المقبلة بدعوى الاستعداد للانتخابات الرئاسية الكبرى العام القادم إن شاء الله.

ولا شك أن عدد أنصار الدكتور أيمن فى ازدياد بدليل فوزه مؤخراً فى انتخابات حزب الغد بحصد 273 صوتا، من إجمالى 314 صوتا، وهذا دليل على شعبيته وسط أنصاره ووسط أعضاء حزبه المحترم، ولاشك أن هذا الفوز سيعطى الدكتور أيمن ثقة حقيقية تؤازره فى احتمالات خوضه انتخابات مجلس الشعب القادمة، لأننى كما ذكرت سالفاً يستعد ويحشد جهوده وجنوده لمعركة الانتخابات الرئاسية القادمة.

ولكن أنا على المستوى الشخصى وربما كثيرون لا ولن ينتخبوا الدكتور أيمن سواء فى انتخابات مجلس الشعب أو الانتخابات الرئاسية، ليس بسبب أنه كان نزيلاً لأحد السجون المصرية، فالزعيم البطل محمد أنور السادات ـ رحمه الله ـ سجن قبله بل وازدان السجن به حينما نزل به فهو بطل الحرب والسلام، وعبقرى السياسة المشهود له بالتفرد والنبوغ.

وليس طبعاً بسبب المقولات الشهيرة التى دارت حول تزويره لتوكيلات أعضاء حزب الغد، فأنا أرى أن الدكتور أيمن أكبر من هذا بكثير ولن يقدم على فعلة مثل هذه، فهو حسبما أتذكر محام رغم أننى لم أسمع يوماً أنه ترافع فى قضية من قضايا الأساتذة بهاء أبو شقة وفريد الديب ومرتضى منصور وغيرهم من المحامين الذين تتزلزل لهم درجات وعتبات المحاكم المصرية لقوة مرافعاتهم ومنازلاتهم القانونية. كما أنه أستاذ أكاديمى حسبما قرأت عن سيرته الذاتية، رغم أننى لم أرى نجمه متلألأ كمفكر عربى مثل العلماء الأجلاء الدكاترة محمود محفوظ وزكى نجيب محمود وجابر عصفور ونصر حامد أبو زيد رحمه الله.

ولكن السبب الرئيسى وراء عدم رغبتى فى انتخابه هو ما ارتكبه بشأن الملصقات والصور التى تم تعليقها ولصقها على جدران القاهرة وتحمل صوراً للدكتور أيمن بوصفه مرشحاً ـ افتراضياً ـ لرئاسة مصر المحروسة، ولكن لم تكتف اللافتات بصورة الدكتور أيمن، ولكن تضمنت صورة للسيد جمال مبارك أمين السياسات بالحزب الوطنى الديموقراطى وسط دائرة تعنى الرفض أو التوقف أو عدم المرور، وبجوارها عبارة ( مصر كبيرة عليك ). وهذا سبب الاعتراض على انتخابه.

أولاً من الذى يملك حق إصدار حكم أن مصر كبيرة أو صغيرة على أحد مواطنيها، فنحن لسنا رعاياها بل شركاء فى هذا الوطن الذى يحمل بعض شوارعه أسماء ذوينا وأساتذتنا وشعرائنا ومفكرينا وفنانينا أيضاً. ثانياً إذا كان الدكتور أيمن قد اقتبس من الولايات المتحدة سرعة الاستعداد والإعداد لانتخابات الرئاسة هناك والتى سبقها دعاية مبكرة، إلا أننى لم أشاهد أحد المرشحين هنالك يتطاول على أحد الشخصيات التى تنوى ترشحها، فما بالكم بالسيد جمال مبارك الذى لم يعلن حتى لحظة كتابة هذه السطورأنه ينوى ترشيح نفسه فى انتخابات الرئاسة القادمة.

وهل مصر بالمقاس على الدكتور أيمن؟ سؤال لابد وأن يطرح مادام هو الذى بادر بإصدار الحكم على السيد جمال مبارك، وربما سنشاهد لافتات وصوراً أخرى تحمل صورة الدكتور محمد البرادعى وعليها عبارة (لف وارجع تانى)، أى الإشارة إلى ضرورة مغادرة المعركة الانتخابية، لقد كنت أتصور أن أنصار الدكتور أيمن ومستشاريه أذكى من ذلك بكثير، فيضعوا لنا برنامجاً حقيقياً واقعياً وليس افتراضياً خيالياً عن مستقبل مصر، بعيداً عن الشعارات واللوجوهات المستعارة مثل توظيف الشباب وتمكين المرأة والحد من الوساطة . بل اكتفوا بوضع عبارة ( لسه فى أمل .. التغيير حلم كل جيل ).

وهذا سبب آخر لعدم نيتى فى انتخاب الدكتور أيمن، فهو وأنصاره يصرون أن الفساد فى مصر قد ملأ الأرجاء، والظلام ساد نواحيها، فكيف هذا وهم يعلقون لافتات تناهض أمين السياسات بالحزب الحاكم، وهو فى نفس الوقت نجل الرئيس مبارك رئيس الجمهورية، أى أنهم يناقضون أنفسهم، أما بخصوص التغيير حلم كل جيل، فالحمد لله أنه حلم أولاً وإلا صار كل ما يداعب مخيلتنا حقيقة وواقعاً دون تخطيط أو حسابات . ثانياً أنا بحاجة ماسة لأحد أنصار الدكتور أيمن كى يوضح لى وللجميع المقصود بالجيل الذى يعنى ثلاث وثلاثين سنة وأربعة أشهر . ناهيك عن رئيس افتراضى يبدأ بالتعميم وإصدار الأحكام العامة مثل (كل جيل).

وكنت أظن أن أنصار الدكتور أيمن كان عليهم التفرغ بصورة كاملة لبيان هوية حزب الغد بدلاً من التشهير بالآخرين، وبدلاً من سرد ووصف وتحديد سلبيات الحزب الوطنى الذى أراه لا يتجه نحو هذا الاتجاه، وإذا سأل سائل عن ماذا يفعل الحزب الوطنى الآونة الراهنة، أوجز له القول بأن الحزب الوطنى رغم ما يسمعه ليل نهار من انتقادات واتهامات تكيل له من أشخاص ومؤسسات وأحزاب ومعارضة وصحف متعددة الألوان صفراء وحمراء وبيضاء وسوداء، يصر أن يعمل وأن يجهز ويعد عدته لخوض تلك الانتخابات البرلمانية المقبلة، فهو يعيد تشكيل أماناته الفرعية، ويقيم منتديات للحوار والمناقشة، ويسعى جاهداً لتفعيل ما أشار إليه الرئيس مبارك فى كلمته فى ذكرى تحرير سيناء بأن مصر تشهد حالة حراك سياسى.

وأظن أن من يسعى لتطوير بنيته وهيكله الداخلى، ويستقرئ مستقبلاً أصبح فيه المواطن المصرى الواعى شريكاً رئيساً فى حركة التغيير والتطوير لا يضع فى حساباته فكرة التزوير والتضليل، لأنه من يضمن فوزه وسيطرته المطلقة لا يعمل ولا يسعى لتطوير قياداته وأعضائه. ولهذه الأسباب السابقة مجتمعة لا ولن انتخب الدكتور أيمن بصفة شخصية فى انتخابات مجلس الشعب القادمة، أما انتخابات الرئاسة، أقصد رئاسة مصر العظيمة الخالدة المجيدة التى على اسمها التاريخ يقدر يقول ما شاء فهى كبيرة حقاً.

* أكاديمي مصرى.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة