لم تجد وزارة التضامن وسيلة لائقة لإيصال الدعم الرمزى للأسر الأولى بالرعاية فى محافظة الدقهلية بمناسبة شهر رمضان، إلا أن تجمعهم فى استاد المنصورة وتكدرهم تحت الشمس الحارقة بالساعات، ثم تجبرهم على أن ينتظموا فى طوابير 5 أو 6 ساعات حتى يحصل الواحد أو الواحدة منهم على كرتونة الشفقة التى لا تسمن ولا تغنى من جوع.
من يرى صور الزحام والتدافع للحصول على كرتونة رمضان فى استاد المنصورة التى نشرها "اليوم السابع" أمس يلاحظ بوضوح القدر الكبير من القهر والتعسف الذى تعرض له فقراء الدقهلية الذين اضطرتهم الظروف لتصديق وعود وزارة التضامن بالمساعدة وقبول "البون" المرسل إليهم، كأنه استدعاء عاجل والالتزام بالحضور فى الموعد المحدد وفى المكان المحدد "الإستاد" ليفاجأوا بصعوبة الدخول وطول الانتظار تحت الشمس، وعدم التنظيم الذى أدى إلى التدافع للحصول على الكرتونة الحلم والخلاص من جحيم الانتظار فى الجو الخانق.
لماذا لم ترسل وزارة التضامن كراتين المساعدات الرمضانية ليتم توزيعها بواسطة مكاتب التموين بالمحافظة؟ ولماذا الاستعانة بالشرطة وعصيها الطويلة لتنظيم المحتاجين والأولى بالرعاية؟ ولماذا لم يعالج موظفو التضامن خطأهم عندما بدأ كبار السن يتساقطون تحت حرارة الشمس، حتى إن الكثير منهم لم يستطع الحصول على الكرتونة الحلم ولم ينله إلا الإغماء أو ضربة الشمس؟
الكرتونة الحلم بحسب أحد كبار السن الذين أسعدهم الحظ بالحصول على "بون" وزارة التضامن لا تحتوى على سلع غذائية لها قيمة فلا لحوم ولا سمن ولا زيت، كل ما تحتوى عليه عينات من العدس والفول والشاى والأرز والمكرونة والسكر، لا تستاهل أن يتكدر كبار السن المحتاجون من أجل الحصول عليها؟
الخبثاء قالوا إن وزارة التضامن استهدفت جمع أكبر عدد من المحتاجين والفقراء والأولى بالرعاية فى محافظة الدقهلية، بهدف تعذيبهم ودفعهم دفعاً لكراهية كل ما يتعلق بالتضامن والمساعدات الحكومية، بدءا من المعاشات الاستثنائية وانتهاء بكرتونة رمضان وبينهما المواد التموينية، وأن عملية "الشمس الحارقة" التى تم تنفيذها بنجاح أمس فى استاد المنصورة من ميليشيات وزارة التضامن حققت الهدف منها تماماً، ونجحت فى تحول فكر الفقراء والأولى بالرعاية من طلب مساعدات ودعم الوزارة إلى التبرع بالدم والأموال لصالح منكوبى باكستان وإندونيسيا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة