عثر عالم الآثار النمساوى هيلك ثيور على الهيكل العظمى لأخت الملكة كليوباترا الصغرى.
ثيور قال إن كليوباترا لم تكن بيضاء، ولا ممشوقة القوام .. ولا جميلة المحيا كما تقول الأساطير . فأختها التى أخرجوا رفاتها من أفسوس التركية قبل أيام كانت قصيرة مفطوسة الأنف.. سوداء البشرة.
المعنى أن كليوباترا التى لم يعثروا على قبرها حتى الآن، لابد وأنها ورثت مع أختها ملامح أمهما الأفريقية.
يرى ثيور أن اكتشافه الجديد لا يفتح الباب أمام رؤية جديدة لتفاصيل عن أسرة كليوباترا فقط، إنما يضيف للتكهنات بسوء العلاقة بين كليوباترا وشقيقتها أرسينوى .. فالملكة التى كانت تحكم وتتحكم فى مكان، تركت أختها تعيش وتموت .. فقيرة معوزة فى مكان آخر.
لكن ثيور تساءل عن الأسباب التى جعلت المصريين يصورون ملكتهم بيضاء البشرة، مع أنها لم تكن كذلك.
المصريون رسموا الملكة حتشبسوت أيضا بوجه ناصع البياض فى ملابس الرجال .. مع أنها لم تكن بيضاء، وصنعوا تماثيل كثيرة للملكة نفرتيتى هى الأخرى دون أن يبرزوا لونها الحقيقى.
" نفر – تى – تى" بالفرعونية تعنى "الجميلة القادمة"، الاسم الذى اعتبره الأثريون وصفا للملكة .. فقالوا: نوبية أو سودانية، فهى القادمة من أرض غير مصرية.
لكن عالم الاجتماع الدينى منباور، قال إن نفى السواد عن العظماء تراث فى الديانات الشرقية، فالأباطرة الصينيون ظهروا فى النقوش القديمة بخدود كستها مساحيق بيضاء.. تخفى ألوانهم القمحية.
وفى فارس رسموا الإمام على (رض) عريض الوجه جميل الأنف، أبيض اللون .. مع أن رجال الجزيرة العربية لم يكونوا كذلك.
منباور قال إن التراث نفسه اكتسح اليهود، فلما أمن بعضهم بالسيد المسيح .. رسموه أبيض هو الآخر .. فى الوقت الذى جاء فيه علماء كثيرون وقالوا إنه عليه السلام كان ذا ملامح سامية .. والساميون لا هم بيض البشرة، ولا تقاطيعهم كما يظهر السيد المسيح فى اللوحات التى رسموا عليها شكله.
بعضهم يرى أن "عنصرية اللون" تراث شرقى .. وهو رأى صحيح، فالمصريون حتى الآن يصفون الجميلة بالقمر المنور، والبدر المدور .. مع أن أحدا لم يقل ما الذى يراه جميلا فى شكل القمر، ولا ما الذى جعل شكله الدائرى سمة من سمات حسن المنظر.
مع الأيام، سوف يفصح تراث المجتمعات القديمة عن مزيد من الأسرار .. المهم أن نلحظها .. ففى أفكار الذين ماتوا .. كثيرا من الذى يمكن للذين على قيد الحياة أن يستفيدوا منه!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة