منذ عدة سنوات حضرت مؤتمراً حول "الإسلاموفوبيا" ، أو العداء للإسلام دعت إليه وأقامته منظمة المؤتمر الإسلامى فى العاصمة التركية أنقرة، حضر المؤتمر عدد كبير من المفكرين المنتمين للديانات السماوية الثلاث لبحث أصل "العداء للإسلام"، وكيف تنامى وتفاقم المفهوم حتى أصبح ظاهرة رائجة فى معظم البلدان الغربية.
كان من بين الحضور الراهبة الأمريكية وباحثة الأديان الشهيرة كارين أرمسترونج والتى قدمت عدة مؤلفات هامة من بينها "محمد" و"القدس بين عقائد ثلاث"، وأذكر أنها ارتجلت كلمة شديدة التأثير نبهت فيها المسلمين إلى عدم نسيان ولو للحظة أسس التسامح الذى تعامل من خلاله الإسلام مع أصحاب العقائد والديانات الأخرى
ونبهت أرمسترونج إلى أن الممارسات المتكررة لبعض المتطرفين وأصحاب التوجهات السياسية من الغربيين هدفها انتظار ردود الفعل المتطرفة من المسلمين خصوصاً الذين يعيشون فى الغرب حتى يترسخ فى أذهان المواطن الأوروبى والأمريكى الصورة المتطرفة للمسلم والذى يُدفع دفعاً لأن يكون غير مرغوب فيه.
كانت أرمسترونج تتحدث بحماس شديد عن نموذج التعايش الفريد الذى صنعه المسلمون فى الأندلس، وكيف ضم النموذج أصحاب الديانات السماوية الثلاث ليتعايشوا ويبدعوا وتقوم على إبداعاتهم دولة قوية ومتحضرة، فى الوقت الذى كانت أوروبا تعيش عصور ظلامها وحروبها الصغيرة الطاحنة. وكيف أن نموذج الأندلس يمكن وحده أن ينقذ العالم من خطر التعصب والصراع الدينى.
أتذكر كارين أرمسترونج الآن فى الوقت الذى تتصاعد فيه الممارسات الغبية والعنيفة تجاه المسلمين ومقدساتهم بالولايات المتحدة وأوروبا، متطرفون يمزقون القرآن الكريم أمام البيت الأبيض، كنائس موجهة تتسابق لإحراق كتاب الله فى عرض أشبه بأفلام العنف الغبية التى تطل علينا من القنوات الأمريكية، مطالب معلنة بإبادة المسلمين وطردهم بزغم أنهم أبناء الشيطان.
هل يستطيع المسلمون خصوصاً فى المهاجر الغربية أن يصمدوا أمام هذه الهجمات العنيفة التى تطال حياتهم ومعتقداتهم؟ هل يستطيعون التمسك بأسس التسامح الراسخة فى معتقدهم؟
أشك، لأن الهجمة الشريرة التى تستهدفهم تضع ظهورهم إلى الحائط ولا تسمح لهم إلا برد الفعل العنيف، وهو المطلوب تماماً من المتعصبين أصحاب دعوات طرد المسلمين من أوربا وأمريكا وكندا.. ماذا لو لم يرحل المسلمون فى الغرب ولن يرحلوا بالطبع؟
انتظروا إنه الهولوكوست الإسلامى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة