من الجميل أن يتغلب معاق على إعاقتة بل يقهرها ويصبح عضوا فعالا فى المجتمع، ويحول نشاطه وجهده ليفيد غيره من ذوى الاحتياجات الخاصة، فهو أكثر الناس قدرة على التعرف على احتياجاتهم لأنه عانى مما يعانونه ويعيش واقعهم.
«عمر أحمد حمام» شاب يبلغ من العمر24 عاما، كفيف، من أبناء محافظة سوهاج، دخل المرحلة الثانوية وحصل على مجموع 95% فى الثانوية العامة علمى، ولكن الإعاقة منعته من دخول كلية الهندسة لأنها من الكليات العملية، ودخل كلية الآداب وحصل على ليسانس الآداب قسم التاريخ الإسلامى، وحصل على تمهيدى ماجستير، ويقوم الآن بتسجيل رسالة الماجستير فى التاريخ الإسلامى، ويدرس الآن القانون فى كلية الحقوق، ويعمل محاضراً فى كلية التربية لطلبة الدبلومة الخاصة، ويقوم بالتدريب بهيئة الإعاقة الدولية، وهو مدرب معتمد بمشروع الطرق المؤدية إلى التعليم العالى، جامعة سوهاج.
عمر حمام، أول كفيف يعلم المبصرين من المدربين طريقة برايل لندرة هذا التخصص وقلة مدرسى المكفوفين فى محافظة سوهاج. ويقول حمام إنه أول من نادى بوجود جمعية خاصة بالمكفوفين فى سوهاج، والتى يترأس مجلس إدارتها ويسعى الآن إلى أن تكون أكبر جمعية على مستوى الصعيد لتقديم الخدمات لذوى الاحتياجات الخاصة، وهذه الجمعية لا تهتم بالمكفوفين فقط إنما تهتم بتقديم المعونة لمن يعانى من أى إعاقة.
ويوضح: دافع إنشائى لهذه الجمعية لأنى أكثر الناس إحساسا بالمعاق لأنى مثله.. وهناك العديد من الصعوبات تقف أمام المعاق فى الصعيد، فقررت أن يكون لنا رأى ومكان وسط زحمة الناس، فقمنا بإنشاء جمعية لرعاية ذوى الاحتياجات الخاصة وأشهرناها فى وزارة التضامن الاجتماعى وهى تحت اسم جمعية «الصحوة». و يستكمل «سمعت بوجود برنامج اسمه «جيوس» لتعليم المكفوف وتمكينه من استخدام الكمبيوتر، هذا البرنامج ناطق بحيث عند الضغط على كل زر من اللوحة فإنه يسمع صوت نطق الحرف، وأيضا عند تحريك الماوس فى أى مكان على الشاشة فإنه من الممكن سماع نطق أى إشارة على سطح المكتب، وأيضا يمكن الكفيف من تعديل الصفحة وتنسيقها وتأهيله لسوق العمل مثل المبصر.
ومن اختراعاته جهاز العز 2، وهو جهاز لتعليم طريقة برايل للمبصرين، ومن أهم الخبرات والمهارات التى يتمتع بها خبرات أدبية ممثلة فى تصميم وكتابة الأبحاث التاريخية, والبحث فى تصميم الأجهزة التى تهدف لخدمة البيئة, وخبرة فى فن إدارة الجمعيات، وخبرة فى تنفيذ المشروعات التنموية الحديثة، وخبرات فى تحليل مجتمع الأشخاص ذوى الإعاقة، وخبرات فى تدريب المدربين من الأشخاص ذوى الإعاقة.
ويقول حمام: «الحمد لله استطعت التغلب على ثلاثة تحديات، الأول هو تحدى الإعاقة بل قهرها، حيث الإعاقة لم تمنعنى أو توقفنى عن أملى وهدفى.. والثانى خاص بنظرة المجتمع للكفيف أو ذوى الاحتياجات الخاصة، حيث اختلفت النظرة من عالة على المجتمع إلى عضو فعال ومؤثر فيه.. والثالث هو التحدى فى البحث العلمى وتحقيق أفضل النتائج على المستوى العلمى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة