أعطت إسرائيل وجها إضافيا قبيحا للمفاوضات المباشرة التى تدور الآن بينها وبين الفلسطينيين.
قال الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز، إن طبيعة منطقة الشرق الأوسط تغيرت، حيث باتت هناك دولة لديها طموحات استبدادية، وإن إيران تستخدم الإرهاب وتقوم بتدريب الإرهابيين وتمثل تهديدا نوويا لأوروبا، وإن كافة الدول فى منطقة الشرق الأوسط تشعر بالتهديد بغض النظر عن ديانتها كما يطال هذا التهديد باقى دول العالم، ولا أحد يرغب فى رؤية العالم يعيش تحت وطأة تهديد مزدوج يتمثل فى القنبلة النووية والأنشطة الإرهابية.
لم يكشف بيريز جديدا فيما يتعلق بالنظرة الإسرائيلية لإيران، ولم يكشف جديدا أيضا فى تطابق وجهة النظر الإسرائيلية مع نظرة بعض الدول العربية نحو طهران، حيث ترى هذه الدول أن إسرائيل لم تعد، وأن إيران هى العدو الحقيقى.
المثير فى كلام بيريز الذى توافق عليه أطرافا عربية، أنه يتحدث عن الإرهاب كما لو أن إسرائيل لا تستخدمه، ويتحدث عن الإرهابيين كما لو أن بيريز نفسه شخصية وديعة وليست إرهابية تترأس دولا إرهابية، ويتحدث عن التهديد النووى كما لو أن إسرائيل لا تمتلك ترسانة نووية تهدد بها كل دول المنطقة، هو يخلع كل صفات الدولة الإرهابية من تاريخ دولته وحاضرها، ليضعه على إيران ليس خوفا على العرب كما يدعى كذبا، وإنما لأن إيران خارج صف طاعة إسرائيل، وتبقى المأساة فى أنه طالما يجد شيمون بيريز عربا يصدقونه، فلماذا لا يقول ما يريد؟
الوجه القبيح للمفاوضات المباشرة، لا يقف عند حدود عزم إسرائيل تفريغ ما تبقى من القضية الفلسطينية، وخصوصا إسقاط حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، وعدم الاعتراف بأن القدس عاصمة موحدة للدولة الفلسطينية، وإنما يمتد إلى ما عبر عنه بيريز بتوحد دول عربية مع إسرائيل ضد إيران، ومن أجل تقوية الحلف الذى يرى ذلك يتم استئناف مفاوضات على "أمل عربى" فى تحقيق أى نتيجة، فى حين أن كل الشواهد تؤكد أنها لن تأتى بشىء.