لا أدرى لماذا يعارض المعارضون ترشيح نجم الجيل الحقيقى وطليعة الشباب، الأستاذ جمال مبارك لحكم مصر؟
فكرتُ فى الموضوع طويلاً، ووجدت أن كل مبررات المعارضة تصب فى سكة أن «مصر تستحق الأفضل»، ووجدت أنهم خدعونا طويلاً بهذا الكلام، لدرجة أننى كنت أعتبر مؤيدى جمال مبارك أشنع من المطبعين مع إسرائيل، لكننى استجبت لدعوات التغيير، وغيرت رأيى تماماً وآمنت بأن تأييد وصول جمال لسدة الحكم واجب قومى وإنسانى يكاد يكون فرض عين على كل مواطن مصرى صميم.
وقت تغيير رأيى: أول أيام عيد الفطر المبارك، وتحديداً وقت صلاة العيد.
مكان تغيير رأيى: ساحة مسجد السلام بشارع الهرم.
سبب تغيير رأيى: العيال الصغيرة.
كان هناك رجل طيب يحمل حقيبة كبيرة بها ألعاب بلاستيكية، ويمر على الأطفال الجالسين بجوار آبائهم فى الجامع، ويبتسم ثم يعطى لعبة لكل طفل، حتى تحول الأمر فجأة إلى «نهيبة»، كان الأطفال يخبئون الألعاب مع آبائهم ثم يرجعون ليجلسوا فى الصفوف الخلفية ليأخذوا مرة ثانية وثالثة ورابعة، والكوم الذى يخفيه الأب ينمو ويتكاثر، حتى صار معظم الآباء المصلين يقولون: الله أكبر، ويسجدون على كومة ألعاب مسروقة.
خرجت من الصلاة مندهشا كقروى ساذج بهرته أضواء المدينة، ثم راجعت معلوماتى التاريخية عن مصر التى فى خاطرى وفى دمى، فوجدتها كالتالى: صنايعية.. لصوص.. فاشلون، كل همّ الواحد منهم أن يسرقك بشتى الطرق ليجلس مع أصدقاء السوء آخر الليل يحكى لهم عن «استكراده» لك، وشباب يقفون فى عرض الشارع يتحرشون أو يُثَبِّتون أو يبيعون الحشيش أو يتعاطونه، وموظفون مرتشون فاسدون لابد أن «تغمز» الواحد منهم أو «تؤبجه» حتى يقضى لك مصلحتك حتى لو كانت استخراج شهادة وفاة، ومراهقون يظلون كامنين فى جحورهم حتى يأتى العيد فينطلقون فى الحدائق والمتنزهات ومن لم ير لحما فى حياته أتاه العيد فانهبل، ضباط وأمناء الشرطة الأفاضل، وسائقو التاكسى الأبيض الذين لعبوا فى العداد ليضاعف الأجرة، وسائقو الميكروباصات الذين يقطعون الطريق ويضاعفون الأجرة، الناخبون الذين يبيعون أصواتهم بعشرة جنيهات وأحياناً بزجاجة زيت تموين، الأطباء الذين يسرقون أعضاء المرضى، والمدرسون الذين يمصون دماء أولياء الأمور، الحوادث اليومية التى يقتل فيها الابن أمه من أجل ثمن المخدر، وتهرب الفتاة فيها من البيت لأن أباها يغتصبها. لم تعد هذه الحالات فردية، هذا هو الواقع، وهذه هى الطبيعة، وكل هؤلاء لا يستحقون أن يحكمهم سوى جمال مبارك، فمن بين هذا الشعب يجب أن يخرج الرئيس حاملا كل صفات الشعب الجينية، لأنهم لم يفتحوا بعد باب استيراد الرؤساء من المريخ.
نعم لجمال مبارك.
ليس فقط نعم لجمال مبارك، ده إحنا كمان نحمد ربنا ونبوس إيدينا وش وضهر.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة